اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 150
خامساً: محاولة الصليبيين السيطرة على بلاد الشام: على ما يبدو أن أحوال الصليبيين بالشام، كانوا ينتظرون وصول الحملة الصليبية الرابعة ليقوموا بعدها بنقض الهدنة، كعادتهم، ومحاربة المسلمين والغدر بهم وكان الملك عموري الثاني، من جانبه حريصاً على عدم استفزار المسلمين [1]. إلا أن بعض الصليبيين الفلمنكيين والفرنسيين الذين وصلوا في نهاية سنة 1202م وسنة 1203م إلى عكا تحالفوا مع الفرسان الداوية، بقيادة رجال الدين من النصارى، واتجهوا نحو جبلة واللاذقية، ثم أرسلوا مخاطبين الملك المنصور الأيوبي أمير حماة مخوفين أياه بأن ستين ألف محارب صليبي قادم إلى الشام لمحاربتهم، غير أن الملك المنصور رد على رسول الداوية بعزم وثبات وأخبرهم بأن عزيمة المسلمين لا تقهر وأن الحرب القادمة لا محال، وعلى السرعة جهز جيوشه وتقدم نحو اللاذقية، وهناك أنزل الصليبيين هزيمة منكرة حيث ساق أسراهم بعدها إلى حماة [2]، وفي تلك الفترة هاجم الملك عموري أسطولاً إسلامياً قادماً من مصر إلى موانيء الشام واستولى عليه بما فيه من بضائع وأمتعة قدرت بنحو ستين ألف دينار، ثم شرع بعد ذلك إلى مهاجمة الأراضي الإسلامية حيث قطع الطريق بين عكا وطبرية واستولى على ما هناك من أموال، وبذلك تأكد للملك العادل أن الملك عموري نقض العهد وعليه فقد كتب إلى سائر البلاد الإسلامية يستدعي العساكر للحرب، إلا أن حرباً حاسمة لم تقع بين الطرفين لأن كلاً منهما كان متريثاً ولا يرغب بالقيام بعمل حربي حاسم ضد الطرف الآخر بسبب الاعتقاد بقرب وصول الحملة الصليبية الرابعة، ويرى المؤرخ الفرنسي غروسيه أن الملك العادل كان لا يريد أن يستنفذ قواته مع الملك عموري (3) [1] المصدر نفسه. [2] تاريخ الوطن العربي والغزو الصليبي ص 201.
(3) تاريخ الوطن العربي والغزو الصليبي ص 201 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 150