اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 121
ووصل في هذه المدة رسول من الداويَّة إلى الملك المنصور يخبر فيه بوصول الفرنج إلى عكا من داخل البحر في نحو ستين ألف فارس وراجل، وأنهم يقصدون جهة جبلة واللاذقية وحاول ذلك الرجل تضخيم أمر الصليبيين وأنهم تجمعوا في حلف عظيم مع بعض الصليبيين في الشرق، واصطلحوا فيما بينهم وأنهم خارجون إلى الشام في عيد الصليب، وإنما قصدت الداويّة بهذه الأخبار الإرهاب ليُصالح الملك المنصور بيت الاسبتار، فإن الداوية سألهم الاستبار التوسط بينه وبينهم فأجاب الملك المنصور: بأنا لا نجزع بما تقول ولا نكترث، ولو أنهم أضعاف ذلك لناجزتهم، فقد تحققنا قصدهم لنا، وعلمنا ذلك ولا سبيل إلى مصالحة الاسبتار بوجه فضرع الرسول حينئذ، وسأله تقليد الداوية المائة في صلحهم واعتذر من قوله الأول، فأجابه إلى ملتمسه، فَسُرَّ الرسول بذلك وقام وكشف رأسه وقبَّل يده وورد كتاب الملك العادل يخبره فيه بالفرنج الخارجين من البرح وتوجههم إلى جهة اللاذقية وغيرها من البلاد [1].
وفي الحادي وعشرين من شهر رمضان سنة 599هـ خرج جمع من الصليبيين من حصن الأكراد والمرقب ومن وصل إليهم وأغاروا على عمل بعرين، فرتب الملك المنصور صاحب حماة، عسكره وقصدهم والتقاهم فكسرهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وأسر منهم وانهزم آخرون لا يلوون على شيء، وكانوا قد كمنوا لهم كمينا، هم: مائة فارس، وألف وخمسمائة راجل، فلما علموا بالكسرة ولوا هاربين وحمل الأسرى إلى حماة [2]. [1] مفرج الكروب (3/ 147). [2] المصدر نفسه (3/ 149).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 121