responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 107
8 - العلاقات بين السُّلطنة الأيوبية والفرقة الإسماعيلية:
اقتصرت العلاقات الأيوبية الإسماعيلية على علاقة الأيوبيين بإسماعيلية الشام فقط، ولم يكن لهم أي صلة بإسماعيلية فارس وكان زعيم الإسماعيلية في الشام - أو كما يسمَّونه صاحب الدعوة عندما أسَّس صلاح الدين الدولة الأيوبية - هو راشد الدين سِنان بن سلمان وكان أصله من حصن الإسماعيلّية الرئيسي في الموت بفارس فرأى منه صاحب الأمر هُناك نجابة وشهامة وتدبيراً، فسيره إلى حصون الشام، فوصلها، وجَدَّ في إقامة الدعوة واستجلاب القلوب أيّام السُّلطان، وعزم نور الدين على قصده، لكنه توفي قبل ذلك وفي عهد صلاح الدين حاولوا اغتياله عّدة مرّات ولذلك جعلهم همَّه الأول، وتوجّه نحو أكبر قلاعهم ومقّر قيادتهم في مصياف وألقى الحصار عليهم عام 572هـ، وكله عزم على استئصال شأفتهم من الشام، فشعر الإسماعيّليَّة أنهم أمام خطر حقيقي لم يمكن مواجهته بالاغتيال، ولن يمكن لقلاعهم الصمود أمام قوّاته، مما اضطّرهم لأن يعقدوا اتفقاً مع صلاح الدين بواسطة خاله شهاب الدين الحارمي وبعد ذلك الاتفاق لم نعد نسمع عن اغتيال، أو حتى محاولة الاغتيال أي أمير أو قائد أيوبي من قِبل الإسماعيلية منذ عام 572هـ/1177م، وحتى نهايت الدولة الأيوبية، وبالمقابل لم تُّجرَّد أيُّ حملة أيوبية ضَّد معاقل الإسماعيلية، بل على العكس، دعمت الممالك الأيوبية هذه المواقع كلما تعَّرضت إلى هجوم الفرنجة وعبّر الإسماعيلية عن تحالفهم للأسرة الأيوبية بعد صلاح الدين وذلك عندما تدخلت خناجرهم لتُنهي حياة بكتمر صاحب خلاط الذي أقام تحالفاً معادياً للأيوبيين مع صاحب آمد ومع أتابكة الموصل وسنجار، وساهم ذلك التدخل في إنهاء أخطر تحالف واجه الأسرة الأيوبية في الجزيرة بعد صلاح الدين [1].

[1] العلاقات الدولية (1/ 343).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست