اسم الکتاب : القراءات وأثرها في علوم العربية المؤلف : محمد سالم محيسن الجزء : 1 صفحة : 136
ثم قال «ابن يعيش»: «اعلم ان «ما» قد تستعمل نكرة تامة غير موصوفة ولا موصولة على حد دخولها في التعجب نحو: «ما احسن زيدا» والمراد: شيء احسنه، ولذلك من الاستعمال قد يفسر بها المضمر في باب «نعم» كما يفسر بالنكرة المحضة فيقال: «نعم ما زيد» اي نعم الشيء شيئا زيد.
وقوله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ [1].
فما هنا بمعنى «شيء» وهي نكرة في موضع نصب على التمييز مبينة الضمير المرتفع بنعم: والتقدير: «نعم شيئا هي» اي «نعم الشيء شيئا هي» فهي ضمير الصدقات، وهو المقصود بالمدح. ومثله قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ [2] فما في موضع نصب تمييز للمضمر «ويعظكم به»، صفة للمخصوص بالمدح وهو محذوف.
والتقدير: نعم الشيء شيئا يعظكم به، اي نعم الوعظ وعظا يعظكم به وحذف الموصوف اهـ [3] «ميسرة» من قوله تعالى: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ [4] قرأ «نافع» «ميسرة» بضم السين، لغة «الحجاز».
وقرأ الباقون «ميسرة» بفتح الميم، لغة باقي العرب» [5].
ومعنى «الى ميسرة»: الى وقت يسر، وسعة في المال [6].
وجاء في «المفردات»: «اليسر»: ضد العسر [7].
قال تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [8]. [1] سورة البقرة الآية 271. [2] سورة النساء الآية 58. [3] انظر: شرح المفصل ح (7) ص 134. [4] سورة البقرة الآية 280. [5] قال ابن الجزري ميسرة بالضم انصر.
انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 445.
والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 108.
واتحاف فضلاء البشر ص 166. [6] انظر: الهادي الى تفسير غريب القرآن ص 45. [7] انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «يسر» ص 551. [8] سورة البقرة الآية 185.
اسم الکتاب : القراءات وأثرها في علوم العربية المؤلف : محمد سالم محيسن الجزء : 1 صفحة : 136