اسم الکتاب : الكنز في القراءات العشر المؤلف : الواسطي، أبو محمد الجزء : 1 صفحة : 60
و. قوله تعالى: ربما يود الذين كفروا [الحجر/ [2]] حيث قرأ المدنيان وعاصم (ربما) بضم الراء وتخفيف الباء مع فتحها، وقرأ الباقون بضم الراء وتشديد الباء [1] وفتحها. وهذا الحرف مسلوك عند النحويين في حروف الجر وفيه ستّ عشرة لغة [2]، وإذا زيدت (ما) عليه فالغالب أن تكفّها عن العمل [3]. وقد جاءت قراءة المدنيّين وعاصم على لغة أهل الحجاز وكثير من قيس، أما التشديد فعلى لغة أسد وتميم [4].
4. الإبدال: من الظواهر التي اتسمت بها اللغة العربية ظاهرة الإبدال ويقصد بها إبدال حرف مكان حرف في كلمة واحدة والمعنى واحد [5]. قال ابن فارس: (من سنن العرب إبدال الحروف وإقامة بعضها مقام بعض، وقال أبو الطّيّب اللّغويّ:
ليس المراد به أنّ العرب تتعمد تعويض حرف من حرف، وإنما هي لغات مختلفة لمعان متفقة، تتقارب اللفظتان في لغتين لمعنى واحد حتى لا يختلفا إلا في حرف واحد) [6].
والإبدال يرجع أساسه إلى ظاهرة صوتية تحكمها قوانين بالغة الدقة تستهدف التجانس الصوتي بين حروف الكلمة الواحدة أو بين الكلمتين المستقلتين في بعض الأحيان [7] على الرغم من التباعد أو التقارب بين مخارج الحروف [8].
ومن أمثلة الإبدال في القراءات الواردة في الكنز: إبدال الواو همزة في الفعل (أقّتت) من قوله تعالى: وإذا الرسل أقتت [9]. [1] الكنز/ 459. [2] المقرب/ 220، ومغني اللبيب 1/ 146، 147، والصحاح 1/ 131، 132، وشرح الأشموني 2/ 214، 216، 221. [3] المقرب/ 220، ومغني اللبيب 1/ 146، 147، والصحاح 1/ 131، 132، وشرح الأشموني 2/ 214، 216، 221. [4] لهجة قبيلة أسد/ 188. [5] الإبدال (ابن السكيت) / 48. [6] المزهر 1/ 460. [7] الصرف/ 188. [8] الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني/ 98. [9] المرسلات/ 11، وينظر: الكنز/ 565.
اسم الکتاب : الكنز في القراءات العشر المؤلف : الواسطي، أبو محمد الجزء : 1 صفحة : 60