اسم الکتاب : الميزان في أحكام تجويد القرآن المؤلف : فريال زكريا العبد الجزء : 1 صفحة : 79
يعلو صفيرها لأن الصفير من علامات القوة في الحرف. و (الصاد) أقواها للإطباق والاستعلاء اللذين فيها، و (الزاي) تليها لجهر فيها، و (السين) أضعفها لهمس فيها.
2 - القلقلة:
لغة: الاضطراب.
واصطلاحا: اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ساكنا حتى يسمع له نبرة قوية.
حروفها: مجموعة في عبارة (قطب جد).
الدافع إلى القلقلة:
أن جميع حروف المقلقلة «مجهورة» و «شديدة» [1]، والجهر: يمنع جريان النفس والشدة تمنع جريان الصوت، وفي اجتماع هذين الأمرين معا في حرف واحد ما يحتاج إلى تكلف، ومعاناة في بيان صوت الحرف، فأتبعوا صوت الحرف بصويت خفيف ليتحقق نطقه، وهذا الصويت الذي أتبعوا الحرف به، والذي لقبوه بالقلقلة خالف القاعدة الأصلية لإخراج الحروف من مخارجها فقد سبق أن بينّا أن الحرف الساكن يخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق هكذا (أب) (أم) (أن) لكن إخراج صوت القلقلة حالة سكون الحرف ينتج عن التباعد بين طرفي عضو النطق دون أن يصاحبه انفتاح للفم أو انضمام للشفتين أو انخفاض للفك السفلي.
وتكون القلقلة في الأحرف الخمسة (قطب جد) في وسط الكلمة نحو (إبراهيم)، (يقطعون) وفى آخرها نحو (كسب)، (لم يلد)، (الحج) وتكون وصلا نحو (لم يلد ولم .. ) ووقفا نحو (برب الفلق) [1] وقد أضاف بعض العلماء «الهمزة» إلى أحرف القلقلة الخمسة معللين ذلك بأنها قد اجتمعت فيها «الشدة» و «الجهر» كما هو شأن أحرف القلقلة ولكن جمهور القراء أخرجوها من أحرف القلقلة. فقد جرت عادة العلماء إخراجها بلطافة، ورفق، وعدم تكلف في ضغط مخرجها، لئلا يظهر لها صوت يشبه التهوع، والسعلة. كذلك (الكاف) و (التاء)، لم يعدوهما من حروف القلقلة، لأن الهمس الذي يجرى به النفس في نهاية كل منهما قد أزال كلفة النطق بهما، وقام مقام القلقلة في تسهيل إخراجهما وبيانهما.
اسم الکتاب : الميزان في أحكام تجويد القرآن المؤلف : فريال زكريا العبد الجزء : 1 صفحة : 79