اسم الکتاب : الميزان في أحكام تجويد القرآن المؤلف : فريال زكريا العبد الجزء : 1 صفحة : 214
«ليس كل ما يتعسفه بعض المعربين، أو يتكلفه بعض القراء أو يتناوله بعض أهل الأهواء مما يقتضي وقفا أو ابتداء ينبغي أن لا يتعمد الوقف عليه، بل ينبغي تحري المعني الأتمّ، والوقف الأوجه».
وقد ضرب لذلك أمثلة عديدة نكتفي ببعضها:
1 - الوقف على (أم لم تنذر ... ) والابتداء (هم لا يؤمنون) (يس) على أن (هم لا يؤمنون) جملة من مبتدأ وخبر.
2 - الوقف على قوله: وَارْحَمْنا أَنْتَ ... والابتداء مَوْلانا فَانْصُرْنا (البقرة) على معنى النداء (أي يا مولانا فانصرنا)
الوقف على: ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ ... والابتداء بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنا ...
(أي نقسم بالله إن أردنا ... ).
4 - الوقف على وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ والابتداء بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ ... على معنى القسم كالمثال السابق.
5 - فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا أي وكان انتقامنا حقا.
والابتداء عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ بمعني لازم أو واجب.
6 - ومن ذلك أيضا قول بعضهم في عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا [الإنسان: 18] أن الوقف على «تسمى» أي عينا مسماة «معروفة» والابتداء «سلسبيلا» هكذا جملة أمرية (أى مبدوءة بفعل أمر) فعلها: «سل» بمعنى اسأل، و «سبيلا» أي طريقا موصلة إلى إليها.
يقول ابن الجزري تعليقا على هذا الوقف:
«وهذا مع ما فيه من التحريف يبطله إجماع المصاحف على أنه كلمة واحدة»
7 - ومنه أيضا تعسف بعضهم إذا وقف على وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ ويبتدئ (اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ)، ويبقى الفعل «يشاء» بغير فاعل وتكون جملة الابتداء بعدها جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر.
اسم الکتاب : الميزان في أحكام تجويد القرآن المؤلف : فريال زكريا العبد الجزء : 1 صفحة : 214