responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح طيبة النشر المؤلف : النويري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 94
وقال بعض المفسرين: إنه فصل الخطاب الذى أوتيه داود.
والمحققون على أنه فصل [1] بين الحق والباطل، أى: أما بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه جملة فى فضل قارئ القرآن.
ثم مهد قبل ذلك قاعدة، وهى أن كل إنسان لا يفضل ويشرف إلا بما يحفظ ويعرف، ولا يكبر ولا ينجب إلا بمن [2] يقارن [3] ويصحب [4]، ومن هذا قوله عليه الصلاة والسلام [5] «يحشر المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من [6] يخالل» [7]؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: «لو كنت متّخذا خليلا غير ربّى ... » الحديث [8].
ومنه قول ابن حزم ([9]):
عليك بأرباب الصّدور فمن غدا ... جليسا [10] لأرباب الصّدور تصدّرا
وإيّاك أن ترضى بصحبة [11] ناقص ... فتنحطّ [12] قدرا من علاك وتحقرا
فرفع أبو من ثمّ خفض مزمّل ... يبيّن قولى مغريا [13] ومحذّرا
وفى الحديث: «الجليس الصّالح كصاحب المسك إن لم يصبك منه أصابك من ريحه،

[1] فى ص: قال والمحققون، وفى ز: أنه الفصل.
[2] فى م: بما.
[3] فى ص: يقارب.
[4] فى ص: أو يصحب.
[5] فى م: قول النبى صلى الله عليه وسلم، وفى د: قوله صلى الله عليه وسلم.
[6] فى ص: إلى من.
[7] أخرجه أحمد (2/ 303، 334) وأبو داود (2/ 675) كتاب الأدب باب من يؤمر أن يجالس (4833) والترمذى (4/ 187) كتاب الزهد (2378) وعبد بن حميد (1431) والخطيب فى تاريخه (4/ 115) عن أبى هريرة بلفظ: «الرجل على دين خليله ... » الحديث.
[8] أخرجه البخارى (7/ 21) كتاب فضائل الصحابة باب قول النبى صلى الله عليه وسلم (3656) ومسلم (4/ 1854) كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أبى بكر (1/ 2381) عن ابن مسعود بلفظ: «لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ... » الحديث.
[9] فى ص، د: بعض الفضلاء وهو ابن حزم. قلت: هو على بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهرى.
أبو محمد. عالم الأندلس فى عصره. أصله من الفرس. أول من أسلم من أسلافه جدّ له كان يدعى يزيد مولى ليزيد بن أبى سفيان رضى الله عنه. كانت لابن حزم الوزارة وتدبير المملكة، فانصرف عنها إلى التأليف والعلم. كان فقيها حافظا يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة على طريقة أهل الظاهر، بعيدا عن المصانعة حتى شبه لسانه بسيف الحجاج. طارده الملوك حتى توفى مبعدا عن بلده. كثير التآليف. مزقت بعض كتبه بسبب معاداة كثير من الفقهاء له. من تصانيفه: «المحلى» فى الفقه، و «الإحكام فى أصول الأحكام» فى أصول الفقه، و «طوق الحمامة» فى الأدب. توفى سنة 456 هـ. ينظر: الأعلام للزركلى (5/ 59)، وابن حزم الأندلسى لسعيد الأفغانى، والمغرب فى حلى المغرب ص (364).
[10] فى ز: مضافا.
[11] فى ز: صحابة.
[12] فى ز: فينحط.
[13] فى م، ص: معربا.
اسم الکتاب : شرح طيبة النشر المؤلف : النويري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست