اسم الکتاب : شرح طيبة النشر المؤلف : النويري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 273
ثم ذكر السكت فقال:
ص:
والسّكت من دون تنفّس وخص ... بذى اتّصال وانفصال حيث نص
ش: (والسكت) حاصل (من دون تنفس) اسمية، و (خص) فعل مجهول الفاعل [1]، ونائبه ضمير [2] (السكت)، و (بذى) يتعلق ب (خص)، وحيث ظرف معمول ل (خص)، و (نص) جملة مضاف إليها.
أى: السكت عبارة عن قطع الصوت زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس. وقد اختلفت ألفاظ الأئمة فى التعبير عنه مما يدل على طول السكت وقصره: فقال أصحاب سليم عنه عن حمزة فى السكت على الساكن قبل الهمز: سكتة يسيرة، وقال ابن سليم عن خلاد: لم يكن يسكت على السواكن كثيرا، وقال الأشنانى: قصيرة، وقال قتيبة عن الكسائى: مختلسة بلا إشباع [3]، وعن الأعشى: تسكت [4] حتى تظن أنك قد نسيت ما بعد الحرف. وقال ابن غلبون: يسيرة، وقال مكى: خفيفة، وقال ابن شريح: رقيقة، وقال أبو العلاء: من غير قطع نفس، وقال الشاطبى: سكتا مقللا، وقال الدانى: لطيفة من غير قطع، وهذا لفظه أيضا فى السكت بين السورتين فى «جامع البيان»، وقال [فيه] [5] ابن شريح [وابن الفحام] [6]: سكتة خفيفة، [وقال أبو العز: يسيرة] [7]، وقال أبو محمد فى «المبهج» [8]: وقفة تؤذن بإسرارها، أى بإسرار البسملة، وهذا يدل على المهلة، وقال الشاطبى: دون تنفس.
فقد اجتمعت ألفاظهم على أن السكت زمنه دون زمن الوقف عادة، ولهم فى مقداره بحسب مذاهبهم فى التحقيق، والحدر [9]، [والتوسط] [10].
واختلفت [11] آراء المتأخرين أيضا [فى المراد بكونه] [12] دون تنفس: فقال أبو شامة:
المراد عدم الإطالة المؤذنة بالإعراض عن القراءة، وقال الجعبرى: المراد قطع الصوت زمنا قليلا أقصر من إخراج [13] النفس [لأنه إن طال صار وقفا يوجب البسملة، وقال ابن بضحان: أى دون مهلة وليس المراد بالتنفس هنا إخراج النفس] [14] بدليل أن القارئ إذا أخرج [15] نفسه مع السكت بدون مهلة لم يمنع من ذلك؛ فدل على أن [1] فى م: والفاعل. [2] فى م: ضمير مستكن للسكت. [3] فى ص: بالإشباع. [4] فى ص، د: يسكت. [5] سقطت من م. [6] سقطت من د. [7] سقط فى م. [8] فى م: البهيج. [9] فى م: الحدر والتحقيق. [10] سقطت من م. [11] فى م، د: واختلف. [12] فى م: فى كونه. [13] فى د، ص: زمن إخراج. [14] سقط فى ز، م. [15] فى د: خرج.
اسم الکتاب : شرح طيبة النشر المؤلف : النويري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 273