اسم الکتاب : شرح طيبة النشر المؤلف : النويري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 239
لها [1] فقوى التصويت بها، قال سيبويه: إلا أن النون والميم قد يعتمد لهما فى الفم والخياشيم فيصير فيهما غنة [2].
ثم الحروف الشديدة [ثمانية] [3] جمعها فى قوله: «أجد قط بكت» والتاء أعم من تاء التأنيث وتاء الخطاب، وسميت هذه الحروف شديدة لأنها قويت [4] فى موضعها ولزمته، ومنعت الصوت أن يجرى معها حال النطق بها؛ لأن الصوت انحصر فى المخرج فلم يجر، أى: اشتد وامتنع قبوله للتليين [5]، بخلاف الرخوة [6].
ثم إن من الشديدة اثنين من المهموسة، وهما التاء [7] والكاف، والستة الباقية مجهورة شديدة، اجتمع فيها [أن النفس] [8] لا يجرى معها ولا يصوت فى مخرجها، وهو معنى الجهر والشدة جميعا [9]، وهذه الثمانية هى الشديدة المحضة. ثم أشار إلى المتوسط بينهما فقال:
ص:
وبين رخو والشّديد لن عمر ... وسبع علو خصّ ضغط قظ حصر
ش: (وبين رخو) خبر مقدم، و (الشديد) معطوف عليه، و (لن عمر) مبتدأ؛ لأن المراد لفظه، و (سبع علو) مبتدأ و (خص ضغط قظ) [10] ثان [11] و (حصر) خبره، والجملة خبر الأول، والعائد مقدر، أى: حصره، أى: والحروف التى بين الرخوة والشديدة [خمسة] [12]، جمعها فى قوله (لن عمر) [13] وأصله: لن يا عمر: أمر (لعمر) [1] فى م، ص: بها. [2] ينظر الكتاب (4/ 434) ونص كلام سيبويه فيه أن الحرف المجهور هو: «حرف أشبع الاعتماد فى موضعه، ومنع النفس أن يجرى معه حتى ينقضى الاعتماد عليه ويجرى الصوت. فهذه حال المجهورة فى الحلق والفم، إلا أن النون والميم قد يعتمد لهما فى الفم والخياشيم فتصير فيهما غنة.
والدليل على ذلك أنك لو أمسكت بأنفك ثم تكلمت بهما لرأيت ذلك قد أخل بهما. وأما المهموس فحرف أضعف الاعتماد فى موضعه حتى جرى النفس معه، وأنت تعرف ذلك إذا اعتبرت فرددت الحرف مع جرى النفس. ولو أردت ذلك فى المجهورة لم تقدر عليه». [3] سقطت من م. [4] فى ص: قوية. [5] فى م: للسين. [6] قال سيبويه: «ومن الحروف: الشديد، وهو الذى يمنع الصوت أن يجرى فيه. وهو الهمزة، والقاف، والكاف، والجيم، والطاء، والتاء، والدال، والباء. وذلك أنك لو قلت: الحج، ثم مددت صوتك لم يجر ذلك». انظر الكتاب لسيبويه (4/ 434). [7] فى م: الفاء. [8] فى د: التنفس. [9] فى م: جميعا الفاء. [10] سقطت فى م. [11] فى د: ثانى. [12] سقطت من م، وفى ص: خمس. [13] قال سيبويه: «وأما العين فبين الرخوة والشديدة تصل إلى الترديد فيها لشبهها بالحاء، ومنها (المنحرف)، وهو حرف شديد جرى فيها الصوت لانحراف اللسان مع الصوت، ولم يعترض على
اسم الکتاب : شرح طيبة النشر المؤلف : النويري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 239