سبل الشيطان ومجهدتنا في الصد عن اتباع سبل الهدى, والآن معلومكم لم يبق من أعمارنا إلا اليسير, والأيام معدودة والأنفاس محسوبة والمأمول منا أن نقوم لله, ونفعل الهدى أكثر مما فعلنا من الضلال, أن يكون ذلك لله وحده لا شريك له لا لما سواه, لعل الله سبحانه يمحو عنا السيئات ما مضى وسيئات ما بقي"1.
ومنهم من يرجح عدم رجوعه عن معتقده الذي يراه كابن بسام الذي رد على عبد اللطيف آل الشيخ نافيا صحة ثبوت تلك الرسالة بأدلة عقلية بحثة2 والله تعالى أعلم بالصواب.
وكانت وفاة الشيخ سليمان في السابع من رجب عام 1208هـ3 رحمه الله.
هكذا كانت البيئة الأسرية للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله, بيئة علم وقضاء وزعامة دينية, فلم تقع عيناه رحمه الله تعالى إلا على قاض او فقيه أو طالب علم, فلا عجب إذن أن يحذو الابن حذو أبيه وجده, بل وسائر ذويه, وأن تظهر عليه آثار تلك المكانة العلمية الرفيعة لأسرته.
ولقد ميّزه الله تعالى على ذويه – الذين انحصر نبوغهم في جانب الفقه- بأن فتح عليه بمعرفة التوحيد ونواقضه ووهبه من الجرأة والشجاعة حظا وفيرا, فقدم للأمة ما لم يقدمه لها أحد من علماء زمانه الفضلاء.
وعن نشأة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى يحدثنا المؤرخ عثمان بن بشر رحمه الله قائلا: "نشأ في بلدة عيينة عند أبيه
1-انظر الرسالة بتمامها في صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان ص 461: محمد السهواني الهندي ط/3"1378هـ".
2- انظر علماء نجد خلال ستة قرون 1/305.
3-المرجع السابق 1/306.