يُدعى خُمّاً[1] بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكّر ثم قال: "أما بعد ألا أيها الناس! فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب وأنا تارك فيكم ثَقَلَيْنِ[2]: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به"، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: "وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي"، فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟! أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حُرِمَ الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عَقِيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حُرِمَ الصدقة؟ قال: نعم [3].
يقول فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان حفظه الله معلقاً على وصيته صلى الله عليه وسلم في أهل بيته: (أي أذكّركم ما أمر الله به في حق أهل بيتي من احترامهم وإكرامهم والقيام بحقهم) [4].
ومن حقوق أهل البيت أنَّ الله جعل لهم حقاً في الخمس والفيء، وأَمَر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد [1] خُمٌّ: واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير. (معجم البلدان 2/389) ، ويعرف غدير خم اليوم باسم "الغُرَبَة".. يقع شرق الجحفة على (8) أكيال. (معجم معالم الحجاز 3/156- 159باختصار) . [2] قال ابن الأثير: سميا ثقلين؛ لأنَّ الأخذْ بهما والعمل بهما ثقيل. ويقال لكل خطر نفيس ثقل، فسماهما ثقلين إعظاماً بقدرهما وتفخيماً لشأنهما. (النهاية في غريب الحديث والأثر 1/216 مادة: [ثقل] ) . [3] أخرجه سلم في صحيحه- ك: فضائل الصحابة- ب: فضائل علي رضي الله عنه ح: 36- 4/1873. [4] شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص 196 تأليف الدكتور الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.