حديث عقبة بن عامر الجهني[1] رضي الله عنه قال: أنَّه جاء في ركب عشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايع تسعة وأمسك عن بيعة رجل منهم، فقالوا: ما شأن هذا الرجل لا تبايعه؟ فقال: إنَّ في عنقه تميمة، فقطع الرجل التميمة فبايعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "من علق تميمة فقد أشرك" [2].
وعلّة تحريم ذلك أنَّ من يستخدم هذه الأشياء يعتمد عليها في جلب المنافع ودفع المؤذيات من غير الله عز وجل[3] وهذا ينافي التوكل على الله وتفويض الأمر إليه.
وعن زينب- امرأة عبد الله[4]- قالت: "كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحُمْرةِ وكان لنا سرير طويل القوائم، وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوَّت، فدخل يوماً فلما سمعت صوته احتجبت منه فجلس إلى جانبي فمسني فوجد خيط، فقال: ما هذا؟ فقلت: رُقى لي فيه من الحُمْرة[5]، فجذبه وقطعه فرمى به وقال: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [1] عقبة بن عامر الجُهَنِيُّ صحابي كبير، أمير شريف، فصيح مقرئ، فرضي شاعر، وليَ غزو البحر، مات بمصر سنة (58 هـ) . (الكاشف في معرفة من له رواية لني الكتاب الستة 2/29 ت: 3839 بتصرف) . [2] أخرجه الحاكم في المستدرك- ك: الطب- ب: أمسك النبي صلى الله عليه وسلم عن بيعة رجل كانت في عنقه تميمة 4/219، وأحمد في مسنده (مسند الإمام أحمد بن حنبل وبهامشه كنز العمال، سند الشاميين حديث عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 4/156) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: رجال أحمد ثقات 5/103، كما صححه الألباني في صحيح الجامع 5/323 ح: 6270، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 1/265 ح: 492، وغاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام ص180 ح: 294- ن المكتب الإسلامي- دمشق- بيروت- ط/1 (1400هـ- 1980م) . [3] انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص 108. [4] هي: زينب الثقفية، امرأة ابن مسعود، صحابية. (الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة 2/509 ت: 7004 باختصار) . [5] الحُمْرَةُ: داء يعتري الناس فيحمرُّ موضعها، وتُغالب بالرقية. قال الأزهري: الحمرة من جنس الطواعين، نعوذ بالله منها. (لسان العرب 2/991 مادة: [حمر] ) .