"وأنكرت المعتزلة ذلك, قالوا لا أصل له"1.
وقال إسماعيل الصابوني في جملة بيانه لمعتقد السلف: " ويشهدون أن في الدنيا سحرا وسحرة إلا أنهم لا يضرون أحدا إلا بإذن الله عز وجل كما قال تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} 2, والمقصود بالإذن هنا هو الإذن الكوني القدري أي أن السحرة لا يضرون أحدا إلا بمشيئة الله تعالى وتقديره, وليس المراد الإذن الديني الشرعي"3اهـ.
وقال المتولي الشافعي: "مذهب أهل الحق أن السحرة حق ومعناه أنه موجود ... , والدليل عليه قصة هاروت وماروت, وهو ظاهر في نص القرآن. والدليل عليه اتفاق أهل التفسير على أن نزول المعوذتين في سحر لبيد بن أعصم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ... والدليل عليه إجماع الفقهاء على السحر واختلافهم في أحكامه حتى تكلموا في وجوب القصاص على من قتل بالسحر, فدل ذلك على أنه موجود"4.
حكم السحر والأدلة عليه:
أما عن حكم السحر فقد نقله الإمام محمد بن عبد الوهاب عن " الإقناع" قائلا: " ويحرم تعلم السحر وتعليمه وفعله ... ويكفر بتعلمه وفعله سواء اعتقد حرمته أو إباحته"5.
1-الغنية في أصول الدين ص 154.
2-جزء من الآية 102 من سورة البقرة.
3-عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص 139, وانظر مجموع الفتاوى 11/267, وبدائع الفوائد 2/221.
4-الغنية في أصول الدين ص 154 باختصار.
5-الرسائل الشخصية ص 69, والدرر السنية في الأجوبة النجدية 8/56, وهو في الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل بإضافة " كالذي يركب الحمار من مكنسة وغيرها فتسير في الهواء او يدعي أن الكواكب تخاطبه" 4/307, وانظر المذهب الأحمد في مذهب الإمام أحمد ص 192 تأليف ابن الجوزي رحمه الله- ن المؤسسة السعدية بالرياض- ط/2.