وإذا كانت البغضاء متعلقة بالقلب, فإنها لا تنفع حتى تظهر آثارها وتتبين علاماتها, ولا تكون كذلك حتى تقترن بالعدواة والمقاطعة, فحينئذ تكون العداوة والبغضاء ظاهرتين, وأما إذا وجدت الموالاة والمواصلة, فإن ذلك يدل على عدم البغضاء1, وهل يتم الدين ويقام علم الجهاد وعلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله؟ 2.
وفي ذلك يقول الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
"الإنسان لا يستقيم له إسلام- ولو وحد لله وترك الشرك- إلا بعداوة المشركين والتصريح لهم بالعداوة والبغض"3.
ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة, ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء لم يكن هناك فرقان بين الحق والباطل, ولا بين المؤمنين والكفار, ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان4.
والولاء للمؤمنين يكون بمحبتهم لإيمانهم, ونصرتهم, والنصح لهم, والدعاء لهم, والسلام عليهم, وزيارة مريضهم, وتشييع ميتهم, وإعانتهم, والرحمة بهم, وغير ذلك.
والبراءة من الكفار تكون ببغضهم- دينا- ومفارقتهم, وعدم الركون إليهم,
1- رسالة سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك للشيخ حمد بن عتيق ضمن مجموعة رسائله ص 26 بتصرف يسير.
2- أوثق عرى الإيمان ص 38: سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب " 1200-1233هـ", تحقيق الوليد بن عبد الرحمن الفريان- ن دار طيبة- الرياض- ط/1"1409هـ-1988م" بتصرف يسير.
3- مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب- القسم الأول- العقيدة والآداب الإسلامية ص 355, وانظر الدرر السنية في الأجوبة النجدية 7/154.
4-أوثق عرى الإيمان ص 38 بتصرف يسير.