غير مشروعة, ذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مطربة, وكالتشديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
النوع الرابع: ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع, كتخصيص يوم النصف من شعبان, وليلته بصيام وقيام, فإن أصل الصيام والقيام مشروع, ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل1.
وقد حارب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله البدع بكافة أنواعها, ويرى أن الاحتساب عليها من أفضل القربات قال رحمه الله:
" ... الأمر بالسنة والنهي عن البدعة أمر بمعروف ونهي عن المنكر, وهو من أفضل الأعمال"2.
كما يرى أنه فعل الخير المعلق به الفلاح, قال رحمه الله في سياق تعليقه على قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} 3: " فوالله الذي لا إله إلا هو إن فعل الخير اتباع ما شرع الله, وإبطال4 من غير حدود الله, والإنكار على من ابتدع في دين الله, هذا هو فعل الخير المعلق به الفلاح خصوصا مع قوله صلى الله عليه وسلم: "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" 5"6اهـ.
1-البدعة تعريفها, أنواعها, أحكامها ص 6: لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان- ن دار العاصمة- الرياض- ط/1"1412هـ".
2-ملحق المصنفات ص 125.
3-سورة الحج آية 77.
4-بمعنى الإنكار على غير حدود الله.
5-تقدم نصه وتخريجه راجع ص "220" هـ"1".
6-الرسائل الشخصية- الرسالة الثانية عشرة ص 85, والدرر السنية في الأجوبة النجدية 5/264.