الخطاب رضي الله عنه فأوعدهم فيها وأمر بها فقطعت1.
ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله أن الحكمة من خفاء تلك الشجرة هي: "أن لا يحصل بها افتتان لما وقع تحتها من الخير, فلو بقيت لما أمن تعظيم الجهال لها حتى ربما أفضى بهم إلى اعتقاد أن لها قوة نفع أو ضر كما نراه الآن وشاهداً في ما هو دونها, وإلى ذلك أشار ابن عمر بقوله: " كانت رحمة من الله" أي كان خفاؤها عليهم بعد ذلك رحمة من الله تعالى"2اهـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: " فمن الأنصاب ما قد نصبه الشيطان للمشركين من شجرة أو عمود أو وثن أو قبر أو خشبة أو عين ونحو ذلك والواجب هدم ذلك كله ومحو أثره"3.
وذلك سداً لذريعة الشرك وحماية لجناب التوحيد.
لهذا نجد الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بادر بكل بسالة إلى
1-أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/100- ن دار صادر- بيروت, وابن أبي شيبة في الكتاب المصنف الأحاديث والآثار بلفظ: " بلغ عمر بن الخطاب أن ناساً يأتون الشجرة التي بويع تحتها, قال فأمر بها فقطعت": 2/375, وابن أبي وضاح في البدع والنهي عنها بلفظ: "إن الناس كانوا يأتون الشجرة فقطعها عمر": ص43, تحقيق محمد أحمد دهان- ن دار البصائر- دمشق ط/2"1400هـ-1980م" وصحح إسناده الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه: فتح الباري شرح صحيح البخاري 7/448, إلا أن الإمام أحمد بن حنبل قال: نافع عن عمر منقطع: تهذيب التهذيب 10/412- ت: "742" نافع الفقيه مولى ابن عمر, لذلك قال الألباني: رجاله كلهم ثقات لكنه منقطع بين نافع وعمر فلعل الواسطة بينهما عبد الله بن عمر رضي الله عنهما....وخفاء الشجرة على الصحابة كما في حديث البخاري نص على أن الشجرة لم تبق معروفة المكان حتى يمكن قطعها من عمر, فدل ذلك على ضعف رواية القطع الدال عليه الانقطاع الظاهر فيها نفسها: تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ص 137 هـ"2" باختصار.
2-فتح الباري شرح صحيح البخاري 6/118.
3-إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان 1/209.