ولذلك جاءت الاستعاذة في سورة الناس وسورة الفلق بالأسماء الحسنى الثلاثة الرب, والملك, والإله"1اهـ.
وهذا ما قرره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بقوله: "الشرك في العبادة ليس في الربوبية"2.
وهكذا فإن أهل العلم من علماء السنة السابقين واللاحقين يؤكدون على أن إثبات توحيد الربوبية فحسب لا يدخل الإنسان في دين الإسلام ولا يخرجه من دائرة الشرك, بينما المبتدعة من المعتزلة والصوفية وغرهم يرون أن تحقيق هذا التوحيد فحسب كفيلا بدخول صاحبه في الإسلام.
قال ابن أبي العز رحمه الله: "وهو- أي توحيد الربوبية- الغاية عند كثير من أهل النظر والكلام وطائفة من الصوفية" 3.اهـ.
وبين الربوبية والألوهية عموم وخصوص ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وإقراره بألوهية الله تعالى دون ما سواه يتضمن إقراره بربوبيته, وهو أنه رب كل شيء ومليكه وخالقه ومدبره, فحينئذ يكون موحدا لله"4.
ولقد فرق الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بين الربوبية والألوهية قائلا:
"فاعلم أن الربوبية والألوهية يجتمعان ويفترقان, كما في قوله: {قُلْ أَعُوذُ
1-هداية المريد لتحصيل معاني كتاب تجريد التوحيد ص 12 باختصار.
2-مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب- القسم الرابع التفسير- تفسير سورة الكهف ص 261.
3-شرح العقيدة الطحاوية ص 77-ن المكتب الإسلامي- ط/1"1392هـ" بيروت, وانظر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بين المعارضين والمنصفين والمؤيدين ص 31 إعداد محمد بن جميل زينو- ن دار ابن خزيمة ط/1 وللإستزادة انظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 3/101.
4-العبودية ص 156.