وقال أبو يوسف1: من طلب العلم بالكلام تزندق2.
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "رأيي ومذهبي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد ويجلسوا على الجمال ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام"3.
وقال أحمد بن إسحاق المالكي: " ... كتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أهل الكلام"4اهـ.
ويؤيد ذلك الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب فيأمر بالإعراض عن كتب أهل الكلام فقال رحمه الله: "ومن بصره الله تعالى ونور قلبه أعرض عن أخذ عقائده من كتب هؤلاء الطوائف, وتلقى معرفة إلهه من كتب السلف المشتملة على نصوص الكتاب والسنة"5.
ولعل السبب الذي دفع الأئمة من سلفنا الصالح رحمة الله عليهم إلى ذم علم الكلام وقولهم بإضافة بصاحبه إلى الزندقة والبدع وعدم الفلاح6 أن المتكلمين بحثوا في مسائل العقيدة وهم يحملون أفكارا ومقررات غير إسلامية جاءت من المنطق اليوناني, فأخذوا يطيقونها على
1-هو: يعقوب بن سفيان أبو يوسف الفسوي, ثقة مصنف, خير, صالح, مات سنة " 277هـ" ط الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ت: 6388 باختصار".
2-كتاب مختلف الحديث ص 43, للإمام ابن قتيبة الدينوري ن دار الكتاب العربي بيروت- مطبعة العلوم- لبنان.
3-حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 9/116.
4-جامع بيان العلم وفضله ص 416.
5-مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية ص 43- ط/مؤسسة مكة للطباعة والإعلام- توزيع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
6-انظر تحريم النظر في كتب الكلام ص 42 للإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي, تحقيق عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية- ن دار عالم الكتب- الرياض ط/1"1410هـ-1990م".