أثبته مثل هشام بن الحكم1 وغيرهم فهو عندهم مبتدع, والواجب عندهم السكوت عن هذا النوع اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنه هذا معنى كلام الإمام أحمد الذي في رسالة المويس أنه قال: لا أرى الكلام إلا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم, فمن العجب استدلاله بكلام الإمام احمد على ضده ... وأنا أذكر لك كلام الحنابلة في هذه المسألة: قال الشيخ تقي الدين2 بعد كلام له على من قال إنه ليس بجوهر, ولا عرض ككلام صاحب الخطبة قال رحمه الله: فهذه الألفاظ لا يطلق إثباتها ولا نفيها كلفظ الجوهر, والجسم, التحيز, والجهة, ونحو ذلك من الألفاظ, وهذا لما سئل ابن سريج3 عن التوحيد فذكر توحيد المسلمين قال: وأما توحيد أهل الباطل فهو الخوض في الجواهر والأعراض وإنما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بإنكار ذلك, وكلام السلف والأئمة في ذم الكلام وأهله مبسوط في غير هذا الموضع, والمقصود أن الأئمة كأحمد وغيره لما ذكر لهم أهل البدع الألفاظ المجملة كلفظ الجسم, والجوهر, والحيز لم يوافقهم, لا على إطلاق الإثبات, ولا على إطلاق النفي, انتهى كلام الشيخ تقي الدين4.
1-هشام بن الحكم الشيباني.. الكوفي أبو محمد متكلم مناظر, كان شيخ الإمامية في وقته.. ولد بالكوفة ونشأ بواسط وسكن بغداد ... انقطع إلى يحيى بن خالد البرمكي فكان القيم بمجالس كلامه ونظره..صنف عدة كتب..ولما حدثت نكبة البرامكة استتر وتوفي بالكوفة عام" 190هـ-نحو805م" الأعلام 8/85.
2-هو شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله.
3-أحمد بن عمر بن سريج, أبو العباس البغدادي القاضي "249-306هـ" حامل لواء الشافعية في زمانه, وناشر مذهب الشافعي ... بلغت تصانيفه أربع مائة مصنف " طبقات الفقهاء الشافعية" 2/712- الذيل على طبقات ابن صلاح- للإمام أبي عمرو بن عبد الرحمن الشهرزوري المعروف بابن الصلاح, هذبه ورتبه واستدرك عليه الإمام النووي – بيض أصوله ونقحه الإمام أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي, حققه وعلق عليه محي الدين علي نجيب.
4-للإستزادة يراجع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 5/298, ومنهاج السنة النبوية 2/527, تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم- ن مكتبة ابن تميمة- القاهرة ط2/1409هـ-1989م".