مني فاحضر عندك جماعة واسألهم عما يسألون عنه في القبر هل تراهم يعبرون عنه لفظا وتعبيرا"1.
ومن شدة تواضعه رحمه الله أثناء إنكاره للمنكر كان يخبر قومه عن حاله قبل نيله ما من الله عليه به من خير عظيم مقسما بالله تعالى على أنه رغم طلبه للعم وتزوده به لم يكن يعرف حقيقة معنى لا إله إلا الله, حتى مشايخه لم يكن منهم من يعرف معناها2.
وبهذا يضرب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله المثل الأعلى للمحتسب الناصح الصادق الذي لا تكدر حسبته شائبة كبر أو عجب أو تعالم!!.
وبالنظر فيما سبق التنويه إليه من جهل الناس بمعنى "لا إله إلا الله", والآثار المترتبة على ذلك من صرف العبادة لغير الله عز وجل من المعبودات من البشر والشجر والحجر, والإشراك بها مع الله جل وعلا, تتضح الحكمة من تصدير الشيخ الإمام حمد بن عبد الوهاب رحمه الله لتوحيد الألوهية في احتسابه على غيره من أنواع التوحيد الأخرى والغاية من إيلائه له جل اهتمامه رحمه الله, والتي سبقت الإشارة إليها قريبا3.
لأن العلم بمعنى كلمة: "لا إله إلا الله" هو أساس معرفة التوحيد الذي يجب على كل مسلم ومسلمة تحقيقه, فإذا جهل الإنسان المعنى الحقيقي لهذه الكلمة فإن عقيدته وعبادته تكون على خطر عظيم, لا يجلوه عنه إلا بذل الجهد في
1-الرسائل الشخصية – الرسالة الخامسة والعشرون ص 172, والدرر السنية في الأجوبة النجدية 1/72.
2-راجع ص "76" من هذه الرسالة.
3-راجع ص "235" من هذا البحث.