كذلك في حالة ظهور منكر أو ترك معروف من قبل أشخاص لا يتوقع ذلك منهم, لما عرف من معرفتهم بأمور الدين أو صلاحهم أو ورعهم, فيستخدم معهم أسلوب الشدة والتعنيف كي يكون وقع الإنكار في قلوبهم أبلغ وأشد فيبتعدوا عما صاروا إليه1.
ولقد أجمل ذلك كله الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بقوله:
"إنا نعمل الزين ونغضب2 الذي يدنا3 عليه وننهى عن الشين ونؤدب الناس عليه"4.
هذا التأديب أو هذه الشدة تكون في أضيق الحالات ولنوعية محدودة من أصناف المحتسب عليهم, أما أكثر الناس فالأصل معهم استعمال الرفق.
1-انظر من صفات الداعية اللين والرفق ص 50: د. فضل إلهي ظهير- ن إدارة ترجمان- الإسلام سي 336-باكستان- ط/1"1411هـ-1991م"- مطبعة سفير- الرياض.
2-كلمة عامية معناها: نجبر.
3-لعل المقصود بيدنا "اليد" بمعنى الكف وهي كتابة عن القدرة بمعنى: " الذي نقدر عليه" والله أعلم.
4-الرسائل الشخصية – الرسالة السابعة ص 44, الدرر لسنية في الأجوبة النجدية1/43.