بهم فارفق به" 1.
وفي هذه الأحاديث دلالة واضحة على فضل الرفق والحث على التخلق به وذم العنف.
روى الخلال2 عن أبي عبد الله- أحمد بن حنبل رحمهم الله- أنه سئل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كيف ينبغي أن يأمر؟ قال يأمر بالرفق والخضوع3.
وقال سفيان الثوري رحمه الله: اؤمر بالمعروف في رفق, فإن قبل منك حمدت الله عز وجل وإلا أقبلت على نفسك"4.
ولهذا قيل: ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف ونهيك عن المنكر من غير منكر5.
ولقد تخلق السلف رحمهم الله بهذا الخلق العظيم في احتسابهم قال أحمد ابن حنبل رحمه الله: كان أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه إذا أمروا بقوم يرون منهم ما يكرهون يقولون: مهلا رحمكم الله6.
وقد تقدم ذكر القاعدة المشتركة التي قعدها الإمام سفيان الثوري وقررها
1-أخرجه مسلم في صحيحه- ك: الإمارة ب: فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية ح:19,3/1458.
2-هو: أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر المعروف بالخلال, له التصانيف الدائرة, والكتب السائرة, صحب أبا بكر المروزي إلى أن مات, وقد كانت وفاته يوم الجمعة ليومين خليا من شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ودفن إلى جانب قبر المروزي " طبقات الحنابلة2/12-15 للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلي- ن دار المؤيد- بيروت لبنان-ودار المؤيد- الرياض بتصرف".
3-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص 50 للخلال.
4- الجرح والتعديل 1/124 للإمام الحافظ ابن أبي حاتم- ن دار إحياء التراث العربي- بيروت- ط/1- مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد- الهند " سنة 1271هـ-1952م".
5- الحسبة في الإسلام ص 73, وجموع الفتاوى 28/126.
6- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص 47 لخلال.