عن أبي الربيع قال: " دخلت على سفيان- أي الثوري- بالبصرة فقلت: يا أبا عبد الله إني أكون مع هؤلاء المحتسبة, فندخل على الحنينين1, ونتسلق عليهم الحيطان, قال: أليس لهم أبواب؟ قلت: بلى, ولكن ندخل عليهم كيلا يفروا, فأنكر ذلك إنكارا شديدا, وعاب فعلنا فقال رجل: من أدخل هذا؟ قلت: إنما دخلت إلى الطبيب أخبره بدائي, فانتفض سفيان قال: إنما هلكنا إذ نحن سقمى فسمونا أطباء, ثم قال: لا يأمر بالمعروف, ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما أمر, رفيق بما ينهى, عدل بما يأمر, عدل بما ينهى, عالم بما يأمر, عالم بما ينهى"2.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"فلابد من هذه الثلاثة العلم والرفق والصبر, والعلم قبل الأمر والنهي, والرفق معه, والصبر بعده, وإن كان كل من الثلاثة مستصحبا في هذه الأحوال, وهذا كما جاء في الأثر عن بعض السلف ورووه مرفوعا ذكره القاضي أبو يعلى في المعتمد3: " لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من
1-ربما كان مراده الذين يحنون إلى شيء من ماضي أعمالهم "كتاب الورع ص 154 هـ"3" عن الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه تحقيق الدكتورة زينب إبراهيم القاروط- ن دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان-ط/1"1403هـ-1983م".
2- الأمر بالمعروف والنهي عن لمنكر ص 46 لأبي بكر الخلال, دراسة وتحقيق عبد القادر أحمد عطا- ن دار الكتب العلمية- بيروت- ط/1"1406هـ-1986م", ودار الباز- مكة المكرمة.
3-رفعه القاضي أبو يلعى عن أسامة بن زيد رضي الله عنه " كتاب المعتمد في أصول الدين ص 196, حققه وقدم له الدكتور ودبع زيدان حمدان- ن دار المشرق- بيروت- لبنان والمكتبة الشرقية- بيروت- ط/إدارة معهد الآداب الشرقية, وبعد البحث عنه لم أجده إلا عند الديلمي عن أنس بن مالك رضي الله عنه- ولم يذكر له إسنادا- بلفظ: " لا ينبغي للرجل أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى يكون فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى , عالم بما ينهى, عدل فيما ينهى" " كتاب فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب 5/269 ح: 7857 تأليف الحافظ شيرويه ابن شهر دار شيرويه الديلمي ومعه تسديد القوس للحافظ ابن حجر العسقرني, قدم له حققه وخرج أحاديثه فواز =