همّه الوحيد إعادتهم إلى جادة الطريق, وهكذا يعيش العظماء..كالشموع تحترق لتضيء طريق الآخرين.
رحمه الله تعالى ... وجزاه على ما قدمه للإسلام والمسلمين الفردوس الأعلى.
الفرع الثاني: مرثياته رحمه الله:
ولقد رثاه عدد من العلماء والأدباء من أرباب القوافي مثل ابن غنام بقصيدة رائعة تدل على مبلغ تأثر الشاعر بفقد الإمام وهي بتمامها موجودة في كتاب: عنوان المجد في تاريخ نجد.
قال حسين بن غنام رحمه الله:
إلى الله في كشف الشدائد نفزع ... وليس إلى غير المهيمن مفزع
لقد كسفت شمس المعارف والهدى ... فسالت دماء في الخدود وأدمع
إمام أصيب الناس طرا1 بفقده ... وطاف بهم خطب من البين موجع
وأظلم أرجاء البلاد لموته ... وحل بهم كرب من الحزن مفظع
شهاب هوى من أفقه وسمائه ... ونجم ثوى في الترب واراه بلقع2
وكوكب سعد مستنير سناؤه ... وبدله في منزل اليمن مطلع
وصبح تبدى للأنام ضياؤه ... فداجى3 الدياجى بعده متقشع
لقد غاض بحر العلم والفهم والندى ... وقد كان فيه للبرية مرتع
-لقد- وجد الإسلام يوم فراقه ... مصابا خشينا بعده يتصدع
وطاش ذووا الإسلام والفضل والنهى ... وكادت له الأرواح تترى ونتبع
1-طراً: أي جميعا, الصحاح تاج اللغة, وصحاح العربية 2/725, مادة: طرر.
2- البلقع, والبلقع: الأرض العفر التي لا شيء بها, لسان العرب 1/348, مادة: بلقع.
3-الدجى سواد الليل مع غيم, المرجع السابق 2/1332, مادة: دجا.