اسم الکتاب : اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة المؤلف : آل الشيخ، عبد العزيز بن محمد الجزء : 1 صفحة : 201
والمقصود بيان ما نحن عليه من الدين، وأنه عبادة الله وحده لا شريك له فيها، وخلع جميع الشرك، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها، نخلع جميع البدع إلا بدعة لها أصل في الشرع، كجمع المصحف في كتاب واحد، وجمع عمر رضي الله عنه الصحابة على التراويح جماعة، وجمع ابن مسعود أصحابه على القصص كل خميس ونحو ذلك. فهذا حسن والله أعلم.
وإذا تأملنا تلك الرسالتين الجليلتين خرجنا بصورة واضحة عن بعض أصول دعوة الشيخ المجدد رحمه الله تعالى، وأدركنا أنها ترتكز على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين، ولما كانت طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والرضا بشريعته ودينه منطلقا للإيمان والعبادة، عقد الشيخ رحمه الله بابين في كتابه (التوحيد) ، ووضح في كثير من رسائله هذا الأمر وما جاء فيه عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.
ويقول الشيخ ـ رحمه الله تعالىـ: "باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله". فقد اتخذهم أربابا من دون الله، والباب الآخر، قوله: "باب قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} [1]. الآيات.. ولنقتطف مما ذكر الشيخ آية من كل باب أو حديثا ونوضحه.
أما الباب الأول فقد أورد الشيخ حديث عدي بن حاتم. أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} [2] فقلت له إنا لسنا نعبدهم، قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه. فقلت: بلى.. قال فتلك عبادتهم. رواه أحمد والترمذي وحسنه.
وشواهد الحديث من الآيات كثيرة.. فتأمل هذا الحديث العظيم، تأمل قول عدي: إنا لسنا نعبدهم. ظانا أن العبادة هي التقرب إليهم بسجود أو نذر أو ذبح. وتأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم فتلك عبادتهم.. [1] سورة النساء آية: 60. [2] سورة التوبة آية: 31.
اسم الکتاب : اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة المؤلف : آل الشيخ، عبد العزيز بن محمد الجزء : 1 صفحة : 201