وانظر أيضًا إلى ما كتب في طالعة إحدى " فتاويه " مُعَرِّضًا بتساهل معاصريه على الإفتاء بغير علم ولا تقوى: (2)
«الحَمْدُ للهِ الذِي لاَ يُحْمَدُ سِوَاهُ، وَلاَ يُسْتَخَارُ فِي جَمِيعِ الأُمُورِ إِلاَّ إِيَّاهُ، وَنَسْتَعِيذُهُ أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ غَلَبَ عَلَيْهِ هَوَاهُ، فَجَعَلَ الجَهْلَ مُنْقَلَبَهُ وَمَثْوَاهُ، وَإِلَى اللهِ أَرْغَبُ أَنْ لاَ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ ظَنَّ أَنَّ العِلْمَ مَعْنَاهُ الدَّعْوَى، وَأَرَادَ أَنْ يُمَوِّهَ عَلَى العَامَّةِ بِالفَتْوَى، وَهَيْهَاتَ مَا العِلْمُ إِلاَّ مَا شَهِدَ بِهِ أَهْلَهُ، وَمَا الفَضْلُ إِلاَّ مَا عُرِفَ عَنْهُ فَضْلُهُ، وَلَيْسَ الفِقْهُ عِنْدَ مَنْ قَالَ: أَنَا وَقَنَعَ بِالمَدْحَةِ وَالثَّنَا ... ».
ومثل هذا كثير جِدًّا في تحريرات المازري، ولو تكلفنا استقصاء كل ما كتب في معنى معارضة المتفقهين الجاهلين [1] نَبَّهَنَا مُحِبُّنَا العالم العامل الأستاذ محمد العربي الماجري - أحد شيوخ الزيتونة - إلى وجود اختصار هذه الوصية في أحد المجاميع الخطية التي بمكتبته الخصوصية - فله الشكر على ذلك.
(2) كـ " جامع مسائل الحكام " للبرزلي المتقدم.