وبذلك تنعدم فائدتها الأخلاقية العظيمة، وينقص أثرها الكبير في نفوس المطالعين من أبناء المسلمين. ومثل هذا الانتقاد هو مما يرغب فيه، ويشكر عليه لما فيه من تنبيه المؤلفين - لا سيما إذا كانوا من الأيمة الأعلام - إلى اتقاء تلك الهفوات واجتناب الموضوعات، والتحاشي عنها، والإعراض عنها وتعويضها بالروايات الصحيحة السالمة من الطعن، وفيها ما يغني الغناء الكبير عن الموضوعات.
8 - " أمالي على رسائل إخوان الصفا "، حررها في إيضاح بعض مشكلات وردت ضمن فصول تلك الرسائل الهامة في مسائل من العلوم الرياضية والآراء الفلسفية، وكان إملاؤها لها بطلب من أمير عصره الأمير العالم الأديب تميم بن المعز بن باديس الصنهاجي صاحب إفريقية [1] وللأسف الكبير أن هذا [1] الأمير تميم بن المعز بن باديس مفخرة من مفاخر القطر الإفريقي. تولى الإمارة سنة 454 هـ، وكانت قاعدة ملكه المهدية، وتوفي سنة 501 هـ، وكان من فحول الشعراء الذين ازدانت بهم دوحة البلاد، والموجود من شعره كله عيون وغرر. راجع تأليفنا " المنتخبات التونسية ": ص 101 طبعة تونس 1336 هـ.