اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 729
قلت: وقد اختصرت هذه الترجمة من الترجمة المختصرة الَّتي ذكرها ابن رجب مع زيادة بعض ألفاظ عليها، فإن شئت أن تطلع على جملتها فعليك بالمجلدات الكبار، والترجم الحوافل الَّتي كتبها الأئمة الكبار مستقلة مفردة، والله يختص برحمته من يشاء، ويدخل من يشاء في رحمته.
قال في «الروضة الغناء»: ولد سنة (661)، وأفتى ودرس، وصنف التَّصانيف البديعة الكثيرة، وجرت له محن كثيرة إِلى أن توفي ودفن بمقبرة الصوفية، انتهى.
وقال المعلم بطرس البستاني، في «دائرة المعارف»: وكان - رحمه الله - سيفًا مسلولاً على المخالفين، وشجى في حلوق أهل الأهواء والمبتدعين، ظنت بذكره الأمصار، وضنت بمثله الأعصار، وله تصانيف ومؤلفات وقواعد وفتاوى وأجوبة ورسائل وتعاليق كثيرة، انتهى. وذكر منها نبذة، ثمَّ قال: فلما رأى أهل بلاده ما كَانَ له من الشهرة ورفعة الشأن دبَّ في قلوبهم الحسد، وأكب أهل النظر منهم بما ينتقد عليه من أمور المعتقد، فحفِظوا عليه في ذلك كلامًا، قد أوسعوا لثلبه ملامًا، وفوَّقُوا لتبديعه سِهامًا، وزعموا أَنَّه خالف طريقهم، وفرَّق فريقَهم، فنازعهم ونازعوه، وقاطع بعضَهم وقاطعوه، ثمَّ نازعه طائفة أخرى ينتسبون من الفقر إِلى طريقة، ويزعمون أنهم على أدق باطنٍ منها وأجلى حقيقة، فكشف تلك الطرائق، وذكر لها - على ما زعم - بوائق، فآضَت إِلى الطَّائفة الأولى من منازعيه، واستعانت بذوي الضِّغْن عليه من مقاطعيه، فوصلوا إِلى الأمراء أمرَه، وأعمل كلّ منهم في كُفْره فِكْرَه، فرتَّبوا محاضر، وأَلَّبوا الرُّوَيْضّة للسَّعي بها بين الأكابر، قال: فَرَدَّ الله كيد كلٍّ في نحره ونجاه، والله غالب على أمره، انتهى حاصله.
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 729