اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 708
العامة تحبه، وبشجاعته تُضْرب الأَمثال وببعضها يتشبه أَكابر الأَبطال، ولقد أَقامه الله في نوبة غازان والتقى أَعباء الأَمر بنفسه واجتمع بالملك مرتين، وبخطلو شاه وبولاي، وكان قبجق يتعجب من إقدامه وجرأَته على المغل.
قال القاضي المنشىء شهاب الدين أَبو العَبَّاس أَحمد بن فضل الله في ترجمته: جلس الشَّيخ إِلى السلطان محمود غازان حيث تجم الأُسد في آجامها، وتسقط القلوب دواخل أَجسامها، وتجد النار فتورًا في ضَرَمها والسيوف فرقًا في قرمها خوفًا من ذلك السبع المغتال والنمروذ المحتال، والأجل الَّذي لا يدفع بحيله محتال فجلس إِليه وأَومأ بيده إِلى صدره وواجهه ودرأ في نحره، وطلب منه الدعاء. فرفع يديه ودعا دعاء منصف أَكثره عليه، وغازان يؤمن علي دعائه.
وكتب ابن الزَّمْلَكاني على بعض تصانيف ابن تَيْمِيَّة هذه الأبيات:
ماذا يقولٌ الواصفونَ له ... وصِفاته جلَّت عن الحَصْرِ
هو حُجّة لله قاهرةٌ ... هُو بيننا أُعجوبة العصر
هو آية في الخَلْق ظاهِرَةٌ ... أنوارها أرْبَتْ على الفَجْر
قال القاضي أَبو الفتح بن دقيق العيد: لما اجتمعت بابن تَيْمِيَّة رأَيت رجلاً كل العلوم بين عينيه يأْخذ ما يريد ويدع ما يريد. وحضر عنده شيخ النحاة أَبو حيَّان وقال: ما رأيت عيناي مثله. وقال فيه على البديهة أَبياتًا منها:
قامَ ابنُ تَيميَّةٍ في نَصْر شِرعَتِنَا ... مَقامَ سَيِّدِ تَيْمٍ إذْ عَصَتْ مُضَرُ
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 708