responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس    الجزء : 1  صفحة : 569
غير أَنَّ الحسد يمل صاحبه على اتباع هواه، وأن يتكلم فيمن يحسده بمَا يلقاه: لله دَرُّ الحسدِ ما أعدله، بدأ بصاحِبِه فقتله.
وما أحق هذا العالم بقول القائل:
حَسدُوا الفتى إذ لم ينالوا عِلمَه ... فالقومُ أعداءٌ له وخُصومُ
وقال النَّبي صلي الله عليه وسلم: «إِيَّاكُم والحسد، فإِنَّ الحَسّدَ يأكلُ الحسنات كما تأكل النَّار الحَطَب» أَو قال: «العشب» أعاذنا الله من حسد يسد باب الإنصاف، ويصد عن جميل الأوصاف.
وكيف يجوز أَن يكفر من لقب هذا العالم بشيخ الإِسلام، ومذهبنا: أَنَّ من كفر أخاه المسلم بغير تأويل فقد كفر، لأنَّه سمى الإِسلام كفرًا.
ولقد افتخر قاضي القضاة تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى في ترجمة أبيه الشَّيخ تقي الدين السبكي في ثناء الأئمة عليه، بأن الحافظ المزي لم يكتب بخطه لفظه شيخ الإِسلام إِلاَّ لأبيه، وللشيخ تقي الدين ابن تَيْمِيَّة، وللشيخ شمس الدين ابن أَبي عمر.
فلولا أَنَّ ابن تَيْمِيَّة في غاية العلو في العلم والعمل، ما قرن ابن البسبكي أباه معه في هذه المنقبة، ولو كَانَ ابن تَيْمِيَّة مبتدعًا أَو زنديقًا ما رضي أَنْ يكون أبوه [1] قرينًا له.
نعم قد نسب الشَّيخ تقي الدين ابن تَيْمِيَّة لأشياء أنكرها عليه معاصروه وانتصب للرد عليه الشَّيخ تقي الدين السبكي في مسألتي: الزيارة، والطلاق، وأفرد كلاً منهما بتصنيف، وليس في ذلك ما يقتضي كفره

[1] في الأصل: أباه.
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس    الجزء : 1  صفحة : 569
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست