اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 371
[من] وقود النار فيه فقال له: أَنا ما أُكلّفك ذلك ولكن دعني أضع هذه الطوَّافة في ذقنك، فجزع ذلك الفقير وأبلس. قلت: وقد نقل الشَّيخ رحمه الله تعالى هذا من قول بعض الشعراء في النار الَّتي يزعم النصارى أنها تنزل يوم سبت النور من السماء إِلى القمامة [1] بالقدس:
لقد زَعَمَ القسّيسُ أَنَّ إلهَهُ ... ينزّلُ نورًا بُكْرَةَ اليومِ أو غَدِ
فإن كان نورًا فهو نورٌ ورحْمَةٌ ... وإن كان نارًا أحرقتْ كلَّ معتدِ
يقرّبها القسّيسُ من شَعْرِ ذَقْنِهِ ... فإن لم تحرّقها وإلاّ اقطعوا يَدي
وسمعته يقول عن نجم الدين الكاتبي المعروف بدَبيران - بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة - وهو الكاتبي صاحب التواليف البديعة في المنطق فإذا ذكره لا يقول إِلاَّ دُبَيران - بضم الدال وفتح الباء -. وسمعته يقول ابن المنجس، يريد ابن المطهّر الحليّ. وكانت سمعته في البلاد البعيدة أكثر وأكبر وأشهر ممّا هي بالشام خصوصًا بلده دمشق. وكتب رسالة إِلى صاحب قبرس يأمره فيها بالرفق بالأسارى المسلمين وتخفيف الوطأة عنهم، وقصَّ عليه أقوالاً من كلام المسيح عليه السلام مثل قوله: مَنْ ضربك عل خدك الأيمن فدر له الخدَّ الأيسر، وأشباه ذلك، فقيل إِنَّه خفّف عنهم عمَرَ لهم جامعًا على ما قيل.
وطُلِبَ إِلى مصر أيام ركن الدين بيبرس الجاشنكير وعُقد له مجلس في مقالة قال بها فطال الأمر وحكموا بحبسه فحبس بالإسكندرية؛ ثمَّ إِنَّ الملك الناصر لما جاء من الكرك أَخرَجه فيما أظن. ولم يزل العوامُّ [1] أعظم كنيسةٍ للنصارى، بيت المقدس، انظر "معجم البلدان": (4/ 396).
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 371