اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 239
وفيها [1] في العشر الأوائل من شهر ربيع الأول، وصل الأمير حسام الدين مهنا بن الأمير شرف الدين عيسى بن مهنا إلى الأبواب العالية، واجتمع بالمقام الأعظم السلطاني، وحصل له من الإقبال والإنعام شيء كثير. وخاطب مولانا السلطان في أمر الشيخ تقي الدين ابن التيمية، فأنعم مولانا السلطان به بإطلاقه. فتوجه إليه الأمير حسام الدين مهنا بنفسه إلى السجن، وأخرجه يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الأول، وأحضر إلى دار النيابة بحضرة الأمير سيف الدين سلار وأحضر له بعض الفقهاء، وحصل بينهم كلام كثير وبحث زايد يضيق هذا المجموع عن بعضه، وقربت صلاة الجمعة فافترقوا. ثم اجتمعوا وبحثوا إلى المغرب ولم ينفصل لهم أمر. ثم اجتمعوا يوم الأحد الخامس والعشرين من الشهر، وحضروا جماعة فقهاء أخر، وحضر الشيخ نجم الدين بن رفعة، وعلاء الدين الباجي، وفخر الدين بن أبي سعد، وشمس الدين الخطيب الجزري، وعز الدين النمراوي، وشمس الدين عدلان وصهر المالكي وجماعة أخر في تعدادهم طول كثير. ولم تحضر الموالي القضاة، وطلبوهم فاعتذروا. وقبل عذرهم نائب السلطان، ولم يكلفهم إلى الحضور. وتباحثوا في ذلك اليوم في مجلس الأمير سيف الدين سلار، وانفصل المجلس على خير. وبات الشيخ تقي الدين عند نائب السلطان، وكتب بيده كتابًا إلى دمشق مضمنًا خروجه من السجن. وأقام بعد ذلك بدار ابن شقير بالقاهرة. ورسم نائب السلطان بتأخيره عن التوجه مع مهنا لمصلحة في ذلك.
وفي يوم الجمعة رابع عشر ربيع الآخر، عقد له مجلس آخر [1] سنة سبعٍ وسبع مئة.
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 239