اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 224
كَنْز الدُّرر وجامِعُ الغُرَر (1)
لأبي بكر بن عبد الله بن أَيْبَك الدَّوادَاري (بعد 736)
ذكر ما جرى لدمشق من الأحوال الناكدة
ولمّا تحقّق الأمر عند أهل دمشق اشتدَّ خوفهم وكثرت الأراجيف واختلفت الأقوال. فمنهم من قال: إنّ غازان مسلم، وإنّ غالب جيوشه كذلك، وإنَّهم لم يتبعوا المسلمين من المنهزمين، وبعد انفصال الوقعة لم يقتلوا أحدًا. وكثرت الأقاويل في ذلك. فلمّا كان يوم السبت رابع اليوم من الوقعة وقعت صيحة عظيمة بالبلد، وخرجت النساء مهتكات لمّا بلغهم أنّ التتار دخلوا البلد. ولم يكن لذلك ضجّة، وانفرجت في ساعةٍ، لكن بعدما مات في ذلك اليوم على أبواب دمشق جماعة نحو عشرين نفر، منهم شخص يسمّى النجم المحدِّث البغداديّ. وذلك لعظم الازدحام بالأبواب. وكان ليلة السبت قد خرج من البلد جماعة من أعيان الناس وكبار البلد وهم قاضي القضاة إمام الدين، والقاضي جمال الدين المالكيّ، وتاج الدين بن الشيرازيّ، ووالي البلد ووالي البرّ والمحتسب مع جماعةٍ كبيرةٍ من بياض الناس، وتوجّهوا إلى الديار المصريّة. وفي ليلة الخميس، أحرقوا المحابيس، باب سجن باب الصغير، وخرجوا منه في عِدّة مايتي وخمسين نفر، وتوجّهوا إلى باب
(1) (9/ 18 - 349) نشر قم الدراسات الإسلامية بالمعهد الألماني للآثار بالقاهرة، 1379، تحقيق هانس رُوبرت رويمر.
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 224