اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 198
الفارقي، والشيخ شمس الدين ابن الرزير خطيب جامع كريم الدين، فغسلوه، وكفنوه، وتقدم في الصلاة عليه الشيخ الصالح محمد بن تمام الصالحي الحنبلي، وصلى عليه جميع من في قلعة دمشق، ثم حمل وأخرج منها إلى جامع دمشق، ووضعت الجنازة أول الخامسة، وقد امتلأ الجامع بالناس، وغلقت جميع أسواق دمشق ولم يبق حانوت مفتوح، إلا أن يكون نصراني [1]، لأن اليهود كانوا في عيد المظلة. وأما دكاكين المراوزة والحريريين والقزازين وجميع أرباب الأنوال والحاكة والصناع، وجميع أرباب الصنائع، وسكان الأحكار ظاهر دمشق، وأهل الصالحية بأجمعهم حضروا إلى الجامع المعمور لأجل الصلاة عليه، وامتلأ الجامع أكثر من يوم الجمعة، لأن أهل الصالحية من أهل الأحكار يصلون يوم الجمعة في جوامعهم، وفي هذا اليوم حضروا إلى الجامع بأجمعهم، ولعل من لا له عادة بالصلاة حضر لأجل الصلاة عليه، وصلى عليه (قاضي القضاة الشيخ علاء الدين القونوي الشافعي) [2] عقيب صلاة الظهر بالجامع، ثم حضروا [3] الأمراء والحجاب والنقباء بالعصي والدبابيس حول نعشه، وحملوه [4] الترك من الأمراء والمقدمين على رؤوسهم تبركًا به، والأجناد يضربون الناس، ولولا ذلك لما قدروا يصلوا به إلى قبره من كثرة الزحام والتبرك به. وكانت سويقة باب البريد قد أخربوها، فشق على الناس ذلك، وحملوه وخرجوا به من باب الفرج، وبعض الناس من باب الفراديس وباب النصر وباب الجابية من [1] الصواب: "نصرانيًّا". [2] عن الهامش. [3] الصواب: "حضر". [4] الصواب: "حمله".
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 198