اسم الکتاب : الدليل المغني لشيوخ الإمام أبي الحسن الدارقطني المؤلف : المنصوري، أبو الطيب الجزء : 1 صفحة : 42
* الاتهامات الموجهة إليه:
ومع ما تقدم من الثناء العاطر، والمدح الزاهر له، من أئمة الإسلام وأهله، فقد اتُّهم وتكلم فيه؛ في عقيدته، ومنهجه في الكلام على الرواة والأحاديث, وهذا شأن كل من يسير على منهج الحق، فإنه لا يسلم من كلام النَّاس، لأنّه لم يسلم من كلام أحد كما قال الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى-: فمن يسلم من الكلام بعد أحمد [1]، ولكن يا ترى هل لذلك أثر في حط منزلته الّتي بلَّغه الله إياها؟!
قال الإمام الذهبي في "الميزان" [2]: ليس كلّ كلام وقع في حافظ كبير بمؤثر فيه بوجه. اهـ.
وإني في مثل هذه العجالة سأذكر بعض هذه المآخذ والاتهامات مع الجواب عليها، وأشير إلى البعض الآخر بمشيئة الله -عز وجلَّ-، فأقول مستمدًّا العون من الله -عز وجل- من هذه الاتهامات الّتي اتُّهم بها هذا الإمام الهمام.
(1) التَّشَيُّع:
قال الخطيب: سمعت حمزة بن محمّد بن طاهر الدَّقَّاق يقول: كان أبو الحسن الدارقطني يحفظ ديوان السَّيِّد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر؛ فنسب إلى التشيع لذلك [3].
وقد أجيب عن هذا الاتهام المتهافت بعدَّة أجوبة:
أحدها: ما جاء في "سؤالات السلمي ([4]) " قال: قال الشّيخ -يعني الدارقطني-: اختلف قوم ببغداد من أهل العلم، فقال قوم: عثمان أفضل، وقال قوم: علي أفضل، فتحاكموا إليَّ فيه، فسألوني عنه فأمسكت، وقلت: الإمساك عنه خير، ثمّ لم أرد [1] من تكلم فيه وهو موثق (33). [2] (4/ 410) [3] تاريخ بغداد (12/ 35). [4] برقم (238).
اسم الکتاب : الدليل المغني لشيوخ الإمام أبي الحسن الدارقطني المؤلف : المنصوري، أبو الطيب الجزء : 1 صفحة : 42