اسم الکتاب : الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم المؤلف : المنصوري، أبو الطيب الجزء : 1 صفحة : 34
ينقطع، وقد أنشد بعضهم ([1]):
يموت قوم فيُحي العلم ذكرهم ... والجهل يلحق أمواتًا بأموات
ويقول أبو الفتح البستي ([2]):
يقولون ذكر المرء يبقى بنسله ... وليس له ذكر إذا لم يبق له نسل
فقلت لهم نسلي بدائع حكمتي ... فمن سره نسل فإنا بذا نسلو
وقال أبو بكر بن الأنباري ([3]):
ما مات من كان مذكورًا روايته ... قد مات قوم وهم في الناس أحياء
وعاش قوم ولم تذكر مآثرهم ... فمات ذكرهمُ والقوم أحياء
** طلبه للعلم ونشأته فيه:
نشأ -رحمه الله تعالى- في بيئة مباركة؛ علا نجمها وانتشر صيتها، وامتلأت بالعلم والعلماء والمحدثين خاصة، بيئة أنجبت الفحول من أئمة المنقول والمعقول، بيئة ذات مكانة سامية مرموقة بين بلدان العالم الإِسلامي آنذاك، قال السبكي في "طبقاته" ([1]/ 324): كانت نيسابور من أجل البلاد وأعظمها، لم يكن بعد بغداد مثلها. وكيف لا تكون بهذه المنزلة الشامخة، وقد ساهم وساعد وشجع في تأسيسها وبنائها الصحيح العلماء والأمراء السامانيين الذين حكموها حقبة طويلة من الزمن، وانتشرت فيها المدارس الحديثية كمدرسة ابن فُورك، ومدرسة أبي إسحاق الإسفراييني، ومدرسة أبي إسحاق الصبغي، وكلهم شيوخه، بل كان من المقربين لديهم،
(1) "فتح المغيث" (3/ 319). [2] المصدر السابق (3/ 320).
(3) "فهرس الفهارس" (1/ 15).
اسم الکتاب : الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم المؤلف : المنصوري، أبو الطيب الجزء : 1 صفحة : 34