اسم الکتاب : السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي المؤلف : المنصوري، أبو الطيب الجزء : 1 صفحة : 288
لأني لما رأيت الخبز هو الحواري والخشكار على الخِوان فكنت أفرّق بينهما، فلو كان بي جوع لما ميزت بين الطعامين.
قال أبو طالب: فذكرت هذه الحكاية لجعفر، فكان يُلّبس علي أمرها، ويضرب الحديث بعضه ببعض، إلى أن تحققت صدق الحكاية في تضاعيف كلامه.
قال شيرُوَيْه: وسمعت محمَّد بن الحسين يقول: سمعت جعفر يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام تسع عشرة مرة في مسجدي هذا، فكان يوصيني كل مرة بوصية، فقال لي في الكرة الأولى: يا جعفر، لا تكن رأس، أي لا تمش قُدّام الناس.
قال: وسمعت أبا يعقوب الوراق، سمعت أبا سعد عبد الغفار بن عبد الله، يقول: قال جعفر بن محمَّد الأبهري: كان لنا شيخ بأبهر يعلم شيئاً ما قرأه على أحد إلا شفاه الله تعالي من أي علة كانت، فهبته أن سأله عنه، وإذا سأله الناس لم يخبوهم، قال أبو محمَّد: فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقال: إن الذي يقرأ شيخك على الناس هذه الآية: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [إبراهيم: 12] فأخبرت الشيخ بذلك فقال: مر، فإنك أهل لذك، توفي في شوال، وقبره يُزار وُيبجَّل غاية التبجيل.
وقال عبد الكريم الرافعي في "التدوين": أبو محمَّد الأَبهري من المشايخ المعروفين، قد ورد قزوين، وذلك ظاهر مما رواه في "الرياضة" ممن سمع منه بها، و -أيضاً- فقد ذكرنا خروجه من أبهر إلى قزوين لزيارة الشيخ أبي بكر بن عبد السلام في حكاية أوردناها، عند ذكر أبي بكر بن عبد
اسم الکتاب : السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي المؤلف : المنصوري، أبو الطيب الجزء : 1 صفحة : 288