responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري المؤلف : الأنصاري، عبد الأول بن حماد    الجزء : 1  صفحة : 44
يخوضَ في أيّ فن من علوم الشريعة الأخرى واللغة وفقهها ونحوها وصرفها إلا ويتوهّم السامع أنه لا يعرف سوى هذا الفن، من كثرة ما يورد من دقائقه التي قد تستعصي حتى على المختصين فيه.
بل وإن الأمر قد بلغ به شأوًا أبعدَ من ذلك: فقد أستطيعُ أن أزعم أنه ما من فنّ من الفنون إلاّ وله فيه مشاركات محمودة.
أما حبُّه لطلبة العلم وتفانيه في الأخذ بأيديهم ومساعدتهم فذلك أمرٌ حدِّث عنه ولا حرج، ولاينبئك عنه مثل خبير؛ وهم طلبتُه الذين يستقبلهم في مكتبته العامرة من ساعات الصباح الأولى حتى صلاة الظهر، ومن بعد صلاة العصر حتى صلاة العشاء؛ وكان ذلك دأبُه لا ينقطع عنه إلا لعارضٍ خارج عن الإرادة.
أما كرمُه فأمرٌ حدّث عنه ولا حرج: فليس له شيء من متاع الدنيا يستأثر به لنفسه عن طالبيه، وما من يوم إلا وله فيه ضيوف يكرمهم ببشره وطلعته البهية مثلما يكرمهم بِوَفَرِه.
أما الشيءُ الذي أفنى الشيخُ حياتَه في جمعه إلى جانب العلم الذي أودعه الله ما بين جنبيه فهو: الكتب؛ فقد خلّف مكتبةً من أندر وأجمع وأشمل المكتبات الخاصة؛ ففيها ما أبلغني ابنُه عبد الباري أكثر من خمسة آلاف عنوان، والآلاف من المجلدات، ومثلها من المخطوطات النادرة.
ومن حسن الطالع وبديع الاتفاق أن يكون هذا العلم الذي خلّفه الشيخ والمتمثل في هذه المكتبة القيِّمة ومؤلفاته العديدة والعشرات من الذين تلقوا عليه العلم؛ من حسن الطالع أنه مقرونٌ بأبناء بررة، جهد الشيخُ في تنشئتهم على المحجة البيضاء، ومنهم من يحذوا حذوَ أبيه ويقفو آثاره من منهجه العلمي؛ وهم جميعًا "إن شاء الله تعالى" خير خلفٍ لخير سلف؛ وجملتهم ثمانية من الأبناء

اسم الکتاب : المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري المؤلف : الأنصاري، عبد الأول بن حماد    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست