اسم الکتاب : المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري المؤلف : الأنصاري، عبد الأول بن حماد الجزء : 1 صفحة : 319
كيلوا عند قرية يسمونها (بسرين) حصل بسبب المطر انزلاق للحافلة الكبيرة أدّى إلى انقلابها بنا، وقد لطف الله عز وجل بنا فلم يصب منا أحد بأذى إلاّ الأخ لطفي السوري هو وولده الصغير أصيب كل منهما بجروح خفيفة في يد كل واحد منهما، كما أن صاحب السيارة والسائق أصيب كل منهما بجروح طفيفة أيضا، فبقينا في مكان الحادث منتظرين الإسعاف فلم تمض دقائق إلاّ والنجدة قد وصلت إلينا من حماة، فأرسلنا بعض الوفد مع النجدة للبحث عن سيارة تأخذنا إلى حماة، فجاءوا بها ورفعتنا على حسابنا إلى البلد فنزلنا في فندق يسمى (فندق القاهرة) ، وكان يومنا هذا يوما فاترًا من أثر هذا الحادث الذي أصيب فيه دليلُنا الأخ لطفي، حتى إنَّ بعض الإخوان قال لي: هل نستمر في الرحلة أو نقطعها ونرجع؟، فأجبتُه بأنا مصمّمون على إتمام رحلتنا فإنها رحلة علمية في سبيل الله نرجو لها النجاح مهما حصل، وإنا لسنا ممن يقول: بلغ السيلُ الزبى، لسنا إذا ما بهظتنا غمرة ممن يقول انقد في البطن السلا.
وظللنا يومنا هذا في حماة، وبتنا فيها إلى صباح يوم الجمعة، وفي الساعة الثامنة بالزوال الحموي امتطينا أربع تكاسي أجرة إلى حلب الشهباء، وكنا في طريقنا إليها مررنا بمحافظة أدلب التي من قراها: معرّة النعمان بلد الشاعر ألفيلسوفي المعري. وكانت المسافة بين حماة وحلب مائة وخمسين كيلوا، فوصلنا إلى حلب في الساعة التاسعة والنصف، فبحثنا عن فندق ننزل فيه، ولكن لم نجد فندقا إلاّ بعد لايٍّ وإشرافٍ على يأس، لأن الفنادق قد شغلت قبل وصولنا.
وبعد مداولات بيننا فيما نفعل وجدنا فندقا يسمى فندق آسيا من الدرجة الرابعة تقريبا، واقعا في وسط حلب القديمة عند (باب الفَرَج) .
ومن الجدير بالذكر: أن مدن سوريا التي رأيناها بما فيها دمشق وحلب وما بينهما تحمل كلها طابع القدم وإن كانت مخططة الشوارع.
اسم الکتاب : المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري المؤلف : الأنصاري، عبد الأول بن حماد الجزء : 1 صفحة : 319