اسم الکتاب : المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري المؤلف : الأنصاري، عبد الأول بن حماد الجزء : 1 صفحة : 148
وهو إلى ذلك شديد الحرص على لقاء العلماء من زوار المدينة؛ فإذا بلغه قدوم أحدهم هرع إليه للاجتماع به والمذاكرة في كل ما يتصل باختصاصه، ومن هنا كان بعده عن حياة الناس خارج هذا النطاق، فلا يكاد يعرف شيئا من مشاغلهم الدنيوية، بل لا يكاد يعرف الأصول التي تعارفوها في شراء الحاجات اليومية، فلا يساوم بائعاً، بل يؤدي إليه ما يطلبه دون جدال، ولعلي لا أسوء الشيخ إذا قلت للقارئ أن قارورة من الطيب إشتريتها أنا بأربعة ريالات قد اشترى هو أختها بمائة ريال، على أن الشئ الوحيد الذي يمتاز بإتقانه في هذا الجانب هو شراء المطبوعات والمخطوطات، التي يوشك أن يؤثرها بمعظم موارده، حتى تجمع لديه منها مكتبه عامرة لا تقل عن خمسة آلاف كتاب، وكلها في التوحيد والحديث اللذين ينقطع إليهما هذه الأيام.
وفي الجو المميز يعيش الشيخ بأخلاق السلف من أهل العلم، تواضعاً كريما، وخلقا حليما، ودماثة تحبب به كل من عرفه من طلبة العلم في مختلف أقطار العالم الإسلامي.
نماذج من نظمه:
وحتى الآن كان حديثنا عن الشيخ تلخيصاً لعبارة، أو استنتاجاً من فقرة، أو لمحة عن فكرة، وقد آن لنا أن ننقل إلى القارئ صورة أصيلة من قلمه الذي هو أقدر على رسم ملامحه، وقد اخترنا الأبيات التالية من منظومتين تفضل بها، وإنما آثرها لما تحمل من طوابع أدبه وتخصصه.
إنها جزء من منظومة علمية في موضوع طريف هو ضبط الأسماء المتشابه لرواة الحديث، تيسيراً لطلبة العلم، الذين قد يجدون صعوبة غير قليلة في ضبط هذا الضرب من المؤتلف والمختلف، وقد بلغت أبياتها كما أخبرنا مئتين وخمسين وهاك بعضها.
اسم الکتاب : المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري المؤلف : الأنصاري، عبد الأول بن حماد الجزء : 1 صفحة : 148