اسم الکتاب : تاريخ بيهق/تعريب المؤلف : البيهقي، ظهير الدين الجزء : 1 صفحة : 124
مكان منخفض.
وإذا كانت البلاد حارة وفي منخفض، لا تصلها ريح الشمال، وتقع في الجنوب، فإن الأمراض والأوبئة تكثر فيها.
وكل مسكن يقع بين السباخ ومعدن الكبريت والنفط، يكون هواؤه بعيدا عن الاعتدال.
أما المساكن الصحراوية- كما في مرو وسرخس- فتكون صحيحة يابسة، وسرخس أكثر صحراوية من مرو.
ويكون هواء مساكن البحر مرطوبا.
ومساكن الجبال- خاصة إذا كان الجبل مقابلا للمشرق، ومفتوحا من جانبه أي من جانب الشرق- يكونه هواؤها صحيحا، وسكانها أقوياء ومعمرين، ومزاجهم حسنا.
والمسكن الذي تكون أرضه طينا نقيا، ويكون الجبل والبحر بعيدين عنه، يكون هواؤه لطيفا معتدلا.
والمسكن الذي يقع وسط الغابة يكون رديئا، وتكثر فيه الحشرات المائية وغيرها.
وكل مسكن يقع على ساحل البحر، يكون هواؤه أصح، لأن البحر لا يتعفن.
وإذا كان موقع المدينة رديئا، وأراد أحد أن يبني بيتا في موقع حسن فيها، فعليه أن يتجه إلى المشرق، وأن يكون مفتوحا على الشمال، بحيث تبلغ فيه أشعة الشمس أقصى ما يمكن من البناء، وأن يجعل سقف البناء عاليا، وأبوابه واسعة متماثلة.
ولا يوجد ما هو أهم للإنسان والحيوانات البرية من الهواء، فإذا منع عنهم- عن الإنسان والحيوان- الطعام والماء يوما أو أكثر فإنهم لا يموتون، أما إذا منع الهواء عنهم ولو لربع ساعة يموت أغلبهم.
وإذا كان التراب رديئا فإن الماء المجاور له سيغدو مرا أو ملحا أو آسنا، وسيفسد الهواء تبعا لذلك.
اسم الکتاب : تاريخ بيهق/تعريب المؤلف : البيهقي، ظهير الدين الجزء : 1 صفحة : 124