اسم الکتاب : تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين المؤلف : ابن العطار الجزء : 1 صفحة : 133
(رواحِيَّة) كانت مَحَلَّ دروسِهِ ... فراح إلى روح النعيم بما قرا (1)
فهذا هُو الفَضْلُ المُبينُ حَقيقةً ... وإن كنت في وصفي له لمقصرا
سَلامٌ على تِلْكَ المَقابِرِ مِن (نوى) ... لقد جاورت مسكاً ونداً وعنبرا
ويا قَبْرَهُ يَهْنيكَ ما حُزْتَ مِنْ تُقَى ... ومن ورع مرض وفقهاً محبراً
سُقيتَ الحَيا ما دامَتِ الأرض فمَسْجداً ... وما تليت {إنا وجدنه صابراً} (2)
جَزَاهُ إِلهِي في الجِنانِ مَساكِنا ... ورضوانه منه عليه له قرا
ورَثاهُ تِلميذُه الفقيه المقريء أبو العباس أحمد الضرير الواسطي [3] الملقَّب بالجلال:
لقَدْ ذَهبَ الحَبْرُ الجَليلُ الموفَّقُ ... وعدنا حيارى والدموع تدفق
على رَجُلٍ ما في البَرِيَّة مِثْلُهُ ... فيا عجباً من ذا يجاري ويلحق
بِزُهْدٍ وإِحْسانٍ وعِلْم ورأفَةٍ ... وأمر بمعروف وبالحق ينطق
ولَمْ تَرْدَعَنْهُ في الإِله مَخافَةٌ ... ولم يخش من خلق لعمري ويفرق
لِوَجْهِ إِلهِ العَرْشِ قَدْ كانَ فِعْلُهُ ... [وقد] [4] كان ذا قلب من الله يشفق
ولكِنَّهُ قَدْ أَتْعَبَ النَّاسَ بَعْدَهُ ... بما قد رأوا منه فذاك محقق
فمَنْ لِعُلومِ الشَّرْعِ بعْدَكَ مُوضِحٌ ... لطالبها أنى لها من يحقق / [57]
ومَنْ لامْرِيءِ تَبْغي الفَتاوى تَخلُّصاً ... ويجمع شملاً فالصحاب تفرقوا
ويا أَسَفَى ضاعَتْ عُلومٌ كَثيرةٌ ... لفقدك (محيي الدين) إني مصدق
فأسْألُ رَبَّ العَرْشِ يُؤْويكَ جَنَّةً ... تخلد فيها بالنعيم وترزق
ورثاهُ بعضُ الإِخوانِ أَيْضاً ([5]):
(1) غير مقروء في الأصل ولعلها كما أثبتناه.
(2) سورة ص، الآية: 44. [3] انظر ترجمته في "الدرر الكامنة" (1/ 190). [4] ما بين المعقوفتين من هامش الأصل. [5] انظر "ترجمة الإمام النووي" (ص 76) للسخاوي.
اسم الکتاب : تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين المؤلف : ابن العطار الجزء : 1 صفحة : 133