responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين المؤلف : ابن العطار    الجزء : 1  صفحة : 121
أعَيْنَي جِدّا بالدُّموعِ الهَوامِلِ ... وجُودِي بِها كالسَّرياتِ [1] الهَواطِلِ
على الشيخ مُحْيي الدينِ ذي الفَضْل والتقى ... ورَبِّ الهُدَى والزهْدِ حاوِي الفَضائِلِ
على قانِتٍ بَرٍّ طَهورٍ مُوَفَّقٍ ... على عالِمِ بالنُّسْكِ والدِّينِ عامِلِ
على زاهِدٍ في طاعَةِ اللهِ جاهِدٍ ... على عابدٍ يَبْغِي رِضى اللهِ فاضِلِ
على راغِب في الدينِ قدْ رَفَضَ الدُّنا ... فَغَالتْهُ مِنها حادِثاتُ الغوائِلِ
وسِيلِي دماً فالدَّمْعُ لَيْسَ بنافِع ... غلِيلي ولا مُطْفٍ أوامَ مَفَاصِلِي
لقَدْ كانَ فَرْدَاً في الزَّمانِ مُكَمَّلاً ... عَديمَ نظيرٍ أو شَبيهٍ مُساجِلِ (2)
لَقَدْ كانَ بَحْراً للفَضائِلِ طامياً ... غَزيرَ عُبابٍ ما لَهُ مِن سَواحِلِ
لَقَدْ كانَ ذا فَضْلٍ ونُبْلٍ وسُؤدُدٍ ... سَمَا عَنْ مُساوٍ أَوْ عَديلٍ مُماثِلِ
لَقَدْ كانَ عنْ دينِ الإلهِ مُناضِلاً ... فَأكْرِمْ بهِ مِن ديِّنٍ ومُناضِلِ
لَقَدْ كانَ في الدُّنْيا الدنيَّةِ زَاهِداً ... فلَمْ يُلْهَ مِنْها قَط يَوْماً بطائِلِ
لقَدْ كانَ في الأخْرى العَلِيَّةِ جاهِداً ... فَنَوَّلَهُ مِنْها بأشْرَفِ [3] نائِلِ
لَقَدْ كانَ بالمَعْروفِ للنَّاسِ آمِراً ... وناهِيَهُم عن مُنْكَراتٍ وباطِل/ [43]
فكَم قامَ في الإسلامِ حَق قِيامِهِ ... وما عاقَهُ عْن قَصْده ِعَذْلُ عاذِلِ (4)
وكَمْ مِن مُقام قامَ فيهِ بنُصْرَةِ الـ ... أنام مَقَامَ الذَّابلاتِ العَوامِلِ
وكَمْ لِذَوي الجَاهاتِ واجَهَ مُعْلِناً ... بإِنْكَارِهِ عندَ الضُّحَى والأصائِلِ
وكَمْ بالهُدَى والحَقِّ شافَهَ مُنْكِراً ... لمَنْ لَمْ يَكُنْ يُصْغِي لأقوالِ قائِلِ
فإنْ هُوَ عنْ رُؤياهُ أصْبَحَ عاجِزاً ... يُبَلِّغُهُ إنْكارَهُ في الرَّسائِلِ
تَنَزَّهَ عنْ دُنْياهُ يَرْجو إلهَهُ ... فعَوَّضَهُ عَنْ عاجِلاتٍ بآجِلِ
وصَدَّ عِنِ الفاني ليُصْبحَ فائِزاً ... بِباقٍ مِن الأخْرى عَديمِ مُعادِلِ

[1] السَّاريات: السُّحب التي تجيء ليلاً.
(2) مساجل: مُبارز.
[3] في الأصل: "رب أشرف".
(4) أي: لوم لائم.
اسم الکتاب : تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين المؤلف : ابن العطار    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست