responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين المؤلف : ابن العطار    الجزء : 1  صفحة : 119
تَحَلَّى بأوْصافِ النَّبيِّ وصَحْبِهِ ... وتابعهم هدياً فمن ذا يناويه ([1]
وشَمَّرَ عنْ ساقِ اجْتِهادٍ يُعَلِّمُ الـ ... جهول ويهديه السبيل ويكفيه/ [40]
وكانَ رَؤوفاً بالضَّعيفِ وطالبِ الـ ... ـعلوم يوفيه الجواب ويدنيه
يُسَرُّ إذا ما سَدَّدَ الخَصْمُ حُجَّةً ... وإن ضل عن قصد المحجة يهديه
ومَن جاءَ يَستَفْتيهِ يُمْني مَحَلَّهُ ... ويجلسه بالقرب منه ويفتيه
تَصانِيفُهُ في كُلِّ عِلْم بَديعَةٌ ... وأبدع منها ما يقول ويمليه
حَديث رسولِ الله والفقْهُ دأبُهُ ... يصنف في هذا وهذاك يرويه
وَيتْلو كِتابَ الله سِرّاً وجَهْرةً ... ويفكر في تفسيره ومعانيه
يَرَى المَوْتَ حُلْواً في إِماتَةِ بِدْعَةٍ ... وكم سنة أحيا بصدق مساعيه
فَطُوبى لهُ ما شانَه [2] طيبُ مَطْعَمٍ ... ولا ملبسٍ رقَّت ولانت حواشيه
وآثَرَ مَع فَقْرٍ بهِ وخَصاصَةٍ ... على نفسه جوداً بما كان يحويه
تَفَرَّقَ في أهْلِ العُلوم [3] مَحاسِنٌ ... وقد جمعت أوصافهم كلها فيه
شَكَا فَقْدَهُ عِلْمُ الحَدَيثِ وحِفْظُهُ ... وأهلوه والكتب الصِّحاح وقاريه
ولاحَ على وَجْهِ العُلومِ كَآَبةٌ ... تخبر أن الدين قد مات مات محييه (4)
قَضَى ولهُ عِلْمٌ يُجَدِّدُ ذِكْرَهُ ... وينشره فالدهر هيهات يطويه
وعَمَّ بِلادَ المُسْلِمينَ مُصابُهُ ... وخصَّ دمشقاً بالرزية ناعيه
وكَمْ نِلْتُ مِن خَيْريَّةٍ في حَياتِهِ ... وبعد مماتي فى معادي أرجيه/ [41]
وما كُنْتُ أرْجو أن أؤخَّرَ بَعْدَهُ ... فأندبه بعد الممات وأرثيه
فلَوْ أنَّهُ يُفْدَى بأهْلي وجِيْرَتى ... ومالي ونفسي كنت والله أفديه

[1] كذا في الأصل، ولعل الصواب: يساويه.
[2] في الأصل: "شافه"!!
[3] في الأصل: "العلم"!!
(4) انظر ما قدمناه في التعليق على (ص 39) من كراهية الإمام النووي لقب (محيي الدين)، وأن الدِّين حيٌّ ثابتٌ، دائم، غير محتاج إلى مَن يحييه.
اسم الکتاب : تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين المؤلف : ابن العطار    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست