اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 53
ينتظر أن يمتثل الأمراء لرأيه دون أن ينفق عليهم الأموال، فذهب الأمراء إلى الشيخ أبي السعود فأحضر مصحفا وطلب من الأمراء أن يقسموا عليه بطاعة طومان باي، وألا يخونوه ففعلوا فاستقر بالسلطنة [1]. وفي هذا دلالته على أنه كان آثر عند الحكام والشعب من كبار الفقهاء والعلماء المعاصرين. وقد حظى هؤلاء الصوفية لدى العامة
بنفوذ أكبر وكان اعتقادهم فيهم أعظم، وإذا تعرض لهم أحد بما يمسهم قام العامة عليه وأرادوا قتله [2].
وهكذا يتضح لنا كيف تمتع الصوفية في هذا العصر بنفوذ كبير بين جميع فئات المجتمع بما فيهم العلماء والفقهاء الذين نصبوا أقلامهم وألسنتهم في كثير من الأحيان للدفاع عن التصوف ورجاله، وقد كان السيوطي أحد هؤلاء العلماء الذين مالوا إلى التصوف وانتظموا في سلكه ونافحوا بأقلامهم عن أعتابه. [1] ابن إياس: بدائع الزهور ج 3 ص 69. [2] المصدر السابق ج 2 ص 121 الحديث عن ابن الفارض بين المدافعين عنه والمهاجمين له وقد كان البقاعي الفقيه من بين المهاجمين ويقول ابن إياس: «وأما البقاعي فكادت العوام أن تقتله وحصل له من الأمراء ما لا خير فيه، فهرب واختفى حتى توجه إلى مكة».
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 53