اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 42
وعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي كراهة النفقات الباهظة التي تتكلفها الدولة في إعداد هذه الحملات.
وفي بعض الأحيان كانت تمنى حملات السلطان بالهزيمة أمام قوة الأعراب [1]، ولذلك فإن المماليك كانوا ينتقمون من الأعراب انتقاما شديدا بعد هزيمتهم، وكانوا يكثرون فيهم القتل والنهب والسلب كما كان سلاطينهم يبالغون في التمثيل بمن يؤتى به منهم أسيرا [2] وكثيرا ما اضطربت أحوال البلاد بسبب الأراجيف التي تنتشر بنية الأعراب محاولة الهجوم على القاهرة لا سيما في أيام الأزمات أو وجود الجند خارج البلاد في إحدى الحملات [3].
وكثر قطع طريق الحجاج والاغارة عليهم وانتهابهم وتعويق بعضهم في الطريق [4]، وهناك أمثلة أخرى كثيرة أشار إليها مؤرخو هذه الفترة تدل دلالة واضحة على الاضطراب والفساد الذي كانت تحدثه تحركات الأعراب ومهاجمتهم للمدن والقرى، وتدل على مبلغ قوتهم في هذه الآونة [5]، فضلا عن اشتراكهم في بعض الأحيان في الفتن السياسية، وصراع قبائلهم فيما بينهم. وهكذا ظل الأعراب طوال هذه الفترة مصدرا هاما من مصادر القلق والفساد وعدم الاستقرار بالبلاد.
الأقليات الأجنبية:
بالاضافة إلى الطوائف السابقة وجدت بالبلاد مجموعة كبيرة من الأقليات الأجنبية، وقد قدر عدد الأجانب في بعض الأحيان بالاسكندرية بثلاثة آلاف تاجر مسيحي [6]، وكان هناك عديد من الجاليات موزعة على المدن المختلفة، [1] ابن إياس: بدائع الزهور ج 2 ص 238. [2] المصدر السابق ج 2 ص 240، ج 2 ص 243. [3] نفس المصدر ج 2 ص 252. [4] نفس المصدر ج 2 ص 272 حوادث سنة 896 هـ، ج 2 ص 378. [5] المصدر السابق ج 2 ص 342، 346، 356، 357، 366. [6] د. سعيد عاشور: المجتمع المصري ص 55.
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 42