اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 379
بين اللفظ والمعنى لكنها عندهم مناسبة غير ذاتية، وقد وجدت هذه الفكرة من المحدثين من يميل إليها، كما أشرت إلى جهده في دراسة المعاجم اللغوية وعنايته فيها بناحية الثبوت والوثاقة، كذلك دراسته لفكرة إثبات الأسماء بالقياس التي أنكرها متابعا المحققين من الأصوليين واللغويين، وفيها دلالة على اتجاههم إلى أنّ الصلة بين اللفظ والمعنى عرفية وليست عقلية.
وفي بحثي عن جهوده النحوية تبين لي أنه قد طرق بكتبه جميع أنوار الدراسات النحوية، فقد ألف في أصول النحو، كما ألف في سبب وضع علم النحو، كما كتب عددا من الكتب في الفروع النحوية، وله إلى جانب ذلك فتاوى ودراسات تطبيقية تتناول النصوص.
وليس تنوع مباحثه النحوية مقصورا على ناحية الموضوع، بل تنوعت مصنفاته من ناحية الشكل حيث حاول فيها أن يستوعب جميع الأشكال التأليفية المعروفة، فله شرح على ألفية ابن مالك، وله ألفية مستقلة وشرح عليها، ثم له متن مطول هو جمع الجوامع وشرح عليه هو همع الهوامع، وله موشح في النحو، وشرح على المغنى وشرح لشواهده، وله دراسة نقدية نحوية قيمة لبعض الكتب النحوية التي اشتهرت في عصره وهي كتابه «النكت»، وقد تناولت بالدراسة أهم هذه الكتب، وجانب منها لا يزال مخطوطا.
والواقع أن شخصية السيوطي في الدرس النحوي أكثر وضوحا منها في فروع الدّرس اللغوي الأخرى ويتميز بأنه تنبه إلى وظيفة النحو في الحياة وأهميته في فهم النصوص القرآنية والحديثية والفقهية والأدبية، وسائر النصوص، ويتضح ذلك في فتاواه النحوية وفي بعض رسائله، على أن أهم أعمال السيوطي النحوية تتمثل في كتابه «الاقتراح» الذي تناول فيه علم أصول النحو، وتأتي أهميته من أنه لم يحظ بعناية الباحثين في النحو، فأهم المحاولات التي سبقت السيوطي في ذلك ما قام به ابن جني، وما قام به ابن الأنباري وقد بينت قيمة عمليهما، وخلصت إلى أن السيوطي قد تميز عمله عن سابقيه بالفهم الدقيق لعلم أصول النحو وموضوعه وأهدافه، وبحسن الترتيب الذي يراعى به موضوع العلم، وبزيادة بعض المباحث التي أغفلها سابقاه، ومن ثم فان علم أصول النحو لم
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 379