اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 130
جهل مبين وضلال وافتراء على الله، بل قام بمحرم كبير، وباء بوزر كثير ...
وأنا نبهت على ذلك لئلا يغتر به أو يعتمد على ما في تاريخه من الإزراء بالناس خصوصا العلماء ولا يلتفت إليه» [1]، وسنرى بعد قليل أن السيوطي كان على جانب كبير من الصواب فيما اتهم به تراجم السخاوي التي كان صاحبها شديد القسوة في أحكامه على من يترجم لهم، ولم تخل من اتباع الهوى في بعض الأحيان.
ويكتب السيوطي ستة رسائل حول موضوع أبوي الرسول صلى الله عليه وسلم يتعرض في جميعها لمسألة أحب التنبيه إليها وتأكيدها، وهي القول بنجاتهما من النار وأنهما من أهل الجنة، ويبدو أن السخاوي قد عارض السيوطي فيما ذهب إليه، أو أنه توقف في هذه المسألة ولم يجب فيها باثبات النجاة أو نفيها كما صرح في آخر ترجمته للسيوطي وقد هاجمه السيوطي هجوما شديدا في بعض رسائله، وأكثر الهجوم في مقامته السندسية حيث يقول: «ليث شعري ما الذي أنكره علي وفوق بسببه سهامه إليّ، أترجيح جانب النجاة، أما لي فيه من سلف صالح؟
أما تقدمني إليه من أئمة كل منهم لو وزن بالجبال فهو عليها راجح؟ فإن اعتذر بعدم الوقوف كان عذره جليا ... إلى أن يقول من نظمه:
شحّ السخاوي بالانجاء يذكره ... عن والدي سيد الأنباء والأمم
إن عزّ أن يبلغ البحر الخضم روى ... يا ليته يستقي من وابل الديم» «2»
وقد استمر السيوطي في هجومه بأسلوب سيال وحجج قوية كما تعرض في هذه المقامة لمجموعة من المسائل التي كانت مثارا للخلاف بينه وبين خصمه موجها إليه أقسى الانتقادات معتمدا فيها يورده ويحتج به على الأدلة النقلية والعقلية وقد أشار فيها إلى إنكار السخاوي إمكان رؤية الأنبياء يقظة من قبل الأحياء وقد كان السيوطي أفتى بامكانها وقد شدد السيوطي عليه النكير وذهب إلى أن قول السخاوي يجره إلى التكفير، وعندئذ أحجم السخاوي عن إنكاره [1] نظم العقيان في أعيان الأعيان ص 152، 153.
(2) المقامة السندسية في النسبة المصطفوية ص 12، 13 من ط. حيدرآباد، ص 93 من ط الجوائب.
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 130