اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 122
مكانه في المجتمع
سبق أن أشرنا إلى ما كانت تتمتع به طبقة أهل العلم في المجتمع إذ كان لأبنائها مكانة رفيعة بالمجتمع جعلتهم المعبرين عن الشعب والمدافعين عن حقوقه لدى الحكام، كما اتخذهم الناس وسطاء لقضاء حوائجهم.
وقد كان والد السيوطي من أبناء هذه الطبقة تمتع بما تمتعت به، بالاضافة إلى ما كان له من صلات طيبة بخلفاء بني العباس بمصر، وكانت صلته أكثر توثقا بالخليفة المستكفي بالله وقد بقيت هذه الصّلات الطيبة بعد وفاة والد السيوطي فنشأ منذ صغره مقربا إلى بيوت الخلفاء العباسيين.
وقد كان كمال الدين بن الهمام وصيا عليه بعد وفاة والده، وكان كمال الدين من كبار فقهاء الحنفية وقد ولي مشيخة الشيخونية حتى عام 858 هـ، وتوفي في عام 861 هـ [1]، وقد أعان السيوطي في بداية حياته وقرره في الخانقاه الشيخونية.
وقد استطاع السيوطي بعد أن أتم دراسته، وأجيز بالتدريس أن يأخذ مكانا ذا قدر في المجتمع، وبعد تصديره في عام 876 هـ، أصبح يعد من كبار علماء عصره. وقد ظلت مكانته- بطبيعة الحال- في تزايد وعلو، وكان له شأن وتأثير في المجتمع طيلة حياته، ونستطيع هنا أن نورد بعض الأمثلة التي تدل على أهميته في الحياة العامة واعتباره رجلا له قدره وكلمته المسموعة في المجتمع.
وأول الأحداث العامة التي كان له فيها دور مشهود ما حدث في بداية عام 875 هـ من جدل بين العلماء حول أقوال ابن الفارض، إذ تعصب عليه جماعة من العلماء ورموه بالكفر والفسق ونسبوه إلى من يقول بالحلول والاتحاد، وكان [1] ابن إياس: بدائع الزهور ج 2 ص 59.
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 122